طلال سلمان

الضحية مرتين

في حالة حدث هائل كالذي شهدته الولايات المتحدة الأميركية الأسبوع الماضي يزيد تعرض الصحافة لاحتمال الخطأ في النقل أو في الاستنتاج، تحت ضغط الركام الكثيف للمعلومات التي قد تكون مجتزأة، وقد تكون ناقصة، وقد تكون مشوّهة ومبنية على تقديرات متسرعة.
ومع تركيز الاتهام على العرب والمسلمين، تحديدا، من بين كل سكان الولايات المتحدة والمسافرين فيها وإليها، والعابرين في أجوائها، صار كل عربي (وكل مسلم) متهما إلى أن يثبت العكس… وصار سهلا الخلط بين الخاطف والمخطوف، من الضحايا، إذا ما كان من العرب والمسلمين.
هكذا تعرض آل الجراح، وعبر ضحيتهم الشاب المهندس في ميكانيك الطيران زياد سمير الجراح لشيء من الظلم، حين تناقلت الحكايات والشائعات التي سرت بعد إعلان اسم زياد، ما يشير إلى أنه قد »تغيّر« في الفترة الأخيرة التي لم يره فيها أحد، وأنه قد أطلق لحيته، والأخطر انه قد سافر إلى أفغانستان سرا الخ…
ان هذا الاتهام المطلق جزافا، والذي لا يستند إلى أي دليل، يجعل زياد الجراح وآله ضحية مرتين.
وإذا كانت »السفير« قد أشارت إلى بعض هذه الحكايات والشائعات فمن باب »نقل الكفر«، ليس إلا، وليس بقصد الإساءة إلى الضحية مرتين الذي نتمنى أن يكون صحيحا ما تردد أخيرا من أنه ليس زياد الجراح الذي أودى به تفجير الطائرة الأميركية، علما بأننا لا نتمنى له ولأي زياد جراح آخر إلا ما يتمناه أهله المعلّقون بين الأمل بوجوده بعيدا عن مسرح العملية وبين اليأس من بقائه حياً.

Exit mobile version