طلال سلمان

الصحافة تخسر »وليدها«

مبكراً جاء الرحيل المفجع، وخسرت الصحافة في لبنان »وليدها« الذي كان حضوره يستحضر روح الألفة والمصالحة والتعالي على الخصومة.
لكأن آل الطيبي وُلدوا ليكونوا ارض لقاء بين الصحافيين، بل لعل ميزاتهم الشخصية، من الدماثة إلى ميلهم الطبيعي إلى تجنب الحدة في الخصومة، مهنياً، برغم التعارض في المواقف السياسية، قد جعلتهم مرشحين طبيعيين لموقع »النقيب«، من المرحوم عفيف الطيبي على رأس نقابة الصحافة، إلى المرحوم وفيق الطيبي على رأس نقابة المحررين، إلى »وليد« الذي كان عنوان اجماع، بين الصحافيين على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم.
وليد الطيبي كان بعض »روح« نقابة الصحافة، يحب الجميع ويحبونه، يحترم الجميع ويحترمونه، ينوب عن النقيب متى لزم الأمر، وعن النقابة مجتمعة إذا تعذر على غيره الحضور.
ثم انه كان، بذاته، شبكة كاملة من العلاقات مع الصحافة الأجنبية وموفديها إلى لبنان، يحاور بالفرنسية والإنكليزية، ويترجم لمن لا تسعفه العربية، ولكن بعد ان يشبك صلة سرعان ما تتحول إلى صداقة مع الضيوف الذين يجيئون ليعرفوا عن لبنان فنعرف منهم أكثر عنا..
»وليد« الصحافة اللبنانية الذي لم يكتب كثيراً، كان واسع الثقافة، وكان »حضوره« أعظم أثراً من قلمه، وقد خسرنا برحيله بعض »روح« النقابة.
وبالتأكيد، فإن كل منتسب إلى نقابة الصحافة أو إلى نقابة المحررين يحس اليوم أنه خسر زميلاً أكيداً ومشروع صديق.
ولسوف نفتقده في كل المعارك التي تستهدف حماية شرف المهنة، كما سنفتقده »وجهاً« محبباً، وصديقاً للجميع، ويداً ممدودة بالترحيب لكل من يأتي دار النقابة بشكوى أو صيحة احتجاج أو تظلم من تعسف ألحق به الأذى.
سلاماً أيها الوليد الطيب… لقد فارقتنا قبل ان نستطيع التعبير عن حبنا لك.

Exit mobile version