يوماً بعد يوم، أسبوعاً بعد أسبوع، شهراً بعد شهر، يخرج الفلسطينيون إلى الفضاء المفتوح ليؤكدوا أنهم أحياء يرزقون، ثم يقفلون عائدين في اتجاه المستوصفات والمستشفيات لإيواء جرحاهم وشهدائهم في انتظار التشييع.
لا يتوقف عداد الشهداء، وقبله عداد الجرحى.. والأرض المقدسة الفسيحة تتسع لملايين الأحياء وآلاف الشهداء.
الاستشهاد شهادة حياة لفلسطين..
هل أشرف من أن تمنح دمك لأرضك ترويها بالأحمر القاني المشتعل حرارة الممتد في عروق الجرحى الذين تأخر استشهادهم لكنهم سيلاقونه غداً وبعد غد، وبعد بعد غد..
تخرج التظاهرات إلى الشارع: فتية وصبايا، رجال وشيوخ، سافرات ومحجبات يحتمين براية فلسطين..
يطلق العدو نيران رشاشات جنوده ومصفحاته ودباباته، تزغرد الصبايا، يحمل الشبان والفتية ضحايا القصف ويهتفون: فلسطين حرية، فلسطين عربية، فلسطين أم الأوطان، فلسطين بيت الأنبياء، فلسطين أم الأوطان، فلسطين بيت الأنبياء، فلسطين أرض القداسة.
هوية فلسطين أقوى من مدفعية العدو وطيرانه.
دماء الشهيد تبارك التراب والحجارة فإذا الشهداء أحياء يرمون عدوهم بحجارتهم فإذا هي اقوى من رصاصاته: الرصاص يتفجر فتأخذه الريح، والدم يروي الأرض فتلد المزيد من الشهداء الذين يصنعون الفجر الجديد: التحرير.