طلال سلمان

»السفير « تحية عدد 10 الاف

كل عام وأنتم بخير.. فهذا العدد من »السفير« الذي بين أيديكم يحمل الرقم عشرة آلاف، صدرت على امتداد إحدى وثلاثين سنة من زمن الصعوبة المرشح لأن يمتد طويلاً مهدداً الأساس في مقوّمات وجودنا: الهوية والموقع والمصير.
عشرة آلاف خطوة على طريق المواجهة المفتوحة: مع الحرب الأهلية بكل أبعادها العربية والدولية، ومع الاجتياح الإسرائيلي والمقاومة الباسلة التي نجحت في تحرير الأرض بدماء مجاهديها الأبطال واحتضان الشعب ومساندة الدولة والحماية السورية.
عشرة آلاف »سفير«: ما أبعد لبنان اليوم عن الصورة التي حملتها »السفير« وأسهمت في تقديمها لأهله العرب وللعالم عنه، قبل إحدى وثلاثين سنة… فالشعارات الوطنية تشكو فقر الدم، أما العروبة فعرضة لهجوم شرس واجهته محلية ملتبسة الأغراض والأهداف، في حين أن قيادته دولية وأغراضها (المكشوفة) تتجاوز نظامه، بالمحاصصة الانتخابية ومواقع زعامات الطوائف، لتعيد لبنان ساحة للصراع ضد كل ما هو وطني وعربي، أي ضد الهوية والغد.
عشرة آلاف »سفير« في زمن الانهيارات: سقطت إمبراطوريات ودول عظمى واندثرت معسكرات وفقدت العقائد والإيديولوجيات سحرها أمام لمعان السوق والاقتصاد الحر وانتصارات الليبرالية المتوحشة والطغيان الأميركي وحروب العنصرية الإسرائيلية التي تمددت باتساع الكون، شرقاً وغرباً.
عشرة آلاف »سفير«: وسنظل نعمل ونكتب وندعو للبنان، الوطن، عربي الانتماء والمصير، الشارع الوطني العربي، والمنتدى الفكري، والمكتبة والمطبعة والكتاب وصحيفة الصباح، صاحب القضية، المناضل شعبه من أجل الحرية والديموقراطية والعروبة، المقاتل ضد الطائفية والمذهبية والكيانية.
هو زمن الخسارة والتراجع، زمن سقوط العراق تحت الديكتاتورية الممهدة للاحتلال، وسقوط مشروع التحرر الفلسطيني بسبب من التخلي العربي ومنطق المساومة وافتقاد النصير الدولي المستعد لمواجهة الصهيونية في عينيها… زمن تحول العرب، ضحايا العسف الدولي والقهر الداخلي إلى إرهابيين مطاردين باللعنة ورصاص حكامهم.
مع ذلك تكمل »السفير« الرحلة، مع جمهور قرائها وبهم، نحو الغد الذي لا بد من استقدامه من قلب الصعوبة.
وكل عام وأنتم بخير… و»السفير« باقية على طريقها وبشعاراتها.

Exit mobile version