لحظة واحدة، خاطفة، راعشة، مدهشة، مؤهلة لاختراق وجوه الآخرين وعيونهم، وابتداع عالم من الذهول المختلط بفرح المفاجأة المبهرة التي اخترقت سنوات الغياب..
لحظة واحدة طوت سنيناً من العمر تحت سجادة تفيض بالنشوة، وحين امتدت الأيدي للمصافحة من فوق رؤوس من حضر، عادت تفاصيل ذلك العصر الذي جمعهما من خارج التوقع لكتابة نهاية المغامرة تنهمر في ذاكرته الآن، ومن عينيها، رذاذا من شبق.
متعبة هي الذاكرة. انها شاهد على ما كان مما تستحيل استعادته.
متعب هو الحب. انه الشاهد على انسانيتك التي عليك أن تقمعها بالخوف من الغيرة، او الغير، او الذات التي لا تمتلكها وحدك.
اكتفِ، اذن، بهذا اللقاء الخاطف الذي استعدت معه بعض هنيهات زمنك الجميل.
لست الآن ذلك الرجل المشوق إلى الجمال والحضن الدافئ..
وليست الآن تلك المرأة التي تبحث عن رجل قادر على ارواء الشبق..
أما السجادة الحمراء في تلك الغرفة التي يدوي فيها الفراغ فتنتظر الآن من يتخذها مرتعاً لشبقه.. قبل أن يضر بها الصبر فيهترئ وقد تبخرت منها الآهات!