طلال سلمان

الدم والمكابرون وحقائق التاريخ والجغرافيا..

في لبنان من احترف المكابرة وانكار نور الشمس وهي فوقه والتعامي عن حقائق التاريخ والجغرافيا وهي اساس وجوده وهويته ومصدر كرامته.

ومع التقدير السامي لدور الجيش في تحرير جرود رأس بعلبك والقاع، فثمة من حرر جرود عرسال، ومهد الطريق ـ بالدم ـ امام الجيش وبسالة جنوده وضباطه.

وثمة من ما زال يقاتل، في الجرود ذاتها، مع الجيش السوري، للقضاء على ارهابيي “داعش” المتحصنين في هذه الجرود منذ سنوات.. وما زالت دماء الشهداء، من المقاومين والجنود السوريين، تروي تلك الارض الجرداء من اجل تحريرها والقضاء على عصابات الارهاب المتستر بالشعار الاسلامي.

وليس عيباً او عاراً او خيانة أن يتم التنسيق بين الجيشين الشقيقين اللذين كانا حتى في أيام الانتداب الفرنسي، جيشاً واحداً، والذي يعترض المكابرون ـ الآن ـ حتى على التنسيق بين الجيشين الشقيقين في المعركة ضد العدو الواحد وفي الارض الواحدة على علو اكثر من الفين وثلاثمائة متر من الحدود المشتركة بين البلدين الشقيقين حتى التكامل.

العيب والعار أن نغمض اعيننا فلا نرى، وان نسد آذاننا فلا نسمع، وان نتجاهل حقائق التاريخ والجغرافيا، وان ننسى طبيعة العدو الواحد وجرائمه الشنيعة في البلدين، وفي لبنان بالذات وهو قد استهدف بتفجيراته المتكررة الاطفال والشباب والرجال والنساء والصبايا واصحاب المتاجر والمحلات ونزلاء الفنادق والعابرين في الطرقات إلى بيوتهم او الخارجين إلى حيث رزقهم.

العيب والعار أن نتجاهل طبيعة العدو المشترك، وطبيعة الارض المشتركة، وطبيعة التهديد المشترك للبلدين الشقيقين وللجيشين المتكاملين شاء من شاء وابى من ابى، خصوصاً في هذه المعركة في المكان الواحد ـ جغرافيا ـ وضد العدو الواحد الذي سفك الدماء في البلدين.

العيب والعار أن يحتفل البعض بذكرى بشير الجميل الذي ذهب إلى العدو الاسرائيلي ليجعله رئيساً بقوة الاحتلال والقهر… ثم يتجاهل وحدة الدم الذي يبذله الجنود اللبنانيون والسوريون ومعهم مجاهدو “حزب الله” في المعركة ضد العدو الواحد الذي يشكل خطراً سبق أن كلفنا الكثير من الدماء والضحايا بينهم الجنود المخطوفون، وهو يكلفنا الآن ويكلف اشقاءنا السوريين المزيد من الشهداء والدماء.

الدم اصدق انباء من الروايات الحاقدة ومن البطولات الكلامية الفارغة .. لا سيما تلك المترجمة عن الانكليزية المنطوقة بالاميركاني..

Exit mobile version