طلال سلمان

الحكومة وكورونا!

كورونا هي العنوان..

وقد جاء هذا الوباء في الوقت المناسب تماما: البلاد بلا حكومة، والمجلس النيابي جوقة بلا دف وبلا مؤذن وبلا مغن يثير الشجن.

تناسى الناس الحكومة المستقيلة والرئيس المكلف ومجلس النواب الذي يعقد جلساته، إذا ما اكتمل النصاب، في قاعات كانت مخصصة للثقافة، محلية وعربية ودولية، للمحاضرات اللامعة، لنخب المثقفين عرباً واجانب، فصارت منبراً لمن هب ودب ولمن لا يعرف الا ما يقال له وليس ما يقوله.

جاءت كورونا. فُرض حظر التجول، ارتدى الناس الكمامات فغطت الوجوه جميعاً الا العيون.. والعيون غمازة، والغمزة تعنى “التحفيز” .. ولكنها تخادعك، فهي تراسل غيرك، وتواعد غيركما، ولا تهتم بما يقوله واحدكم او يفعله .. فهي تعيش لنفسها وبنفسها، تأكل ما تحمله الريح وتلبس ما تخلفه العواصف.

لمن تشكو امرك؟ لرئيس لا يسمع، ام لرئيس لا يرى الا صورته في المرآة… ام لرئيس مكلف ينتظر أن تجيئه الحكومة على غرار ما تعود: ملفوفة بالحرير، منتفخة البطن كحامل، لكنها خفيفة رشيقة..

لا تهتم لنشرات الاخبار. انها مثل الابراج: تمنيك بالعسل ثم لا يجيئك منها الا الفراغ..

ابحث لنفسك عن عمل آخر. ابحث بين الركام. ابحث عند آخر الطريق. ابحث عنها عبر ثقب الابرة. ابحث حتى لا تظل واقفا هكذا كالناطور في زحام الساعين نحو رزقهم في الجو او البحر او الارض.

هيا ابحث.. أن الله لا يضيع اجر الباحثين!

Exit mobile version