طلال سلمان

الحرب على الفاسدين.. أين امرأة قيصر؟

لا تصدق. تذكر دائماً اننا في لبنان. هذا كاف كي لا تصدق. ابحث عن ملهاة ثانية وثالثة وعاشرة.. وألف. ثم، لا نتحزب لأحد، واياك والرهان على “محاربة الفساد”. البلد بين خيارين اثنين: السلم الاهلي (الطائفي) وامرأة قيصر. السلم الأهلي. الطائفي، خسائره أقل بكثير من ارباح امرأة قيصر. وبالمناسبة، بحث كثيرون عن هذه المرأة، فقيل لهم: لم تمر في هذا البلد بعد.

لا تصدقوهم، مهما علت طاقات حناجرهم الفضفاضة. لا فُضَّ فوهم. يكذبون في كل الاتجاهات. أكبر المعاصي، أن تصدق أن النظام الطائفي يحاسب اهله والممسكين به. الفساد، هو الأصل والطائفية هي الوسيلة او الفرع. النظام الطائفي مؤلف ومهندس وحامي الفساد… لا يغرنك كلام الشاشات ابداً. تخيلهم فقط وهم يجلسون، من زمان في نفس المكان، وتحديداً في مجلس الوزراء. هؤلاء يقال عنهم فاسدون، وسيحاربون الفساد… كبّر عقلك قليلاً. كلهم متهم بالشيخ زنكي.

لا تصدقوهم ولو حلفوا بالخالق والخليقة. يتمتع الفاسدون بحماية مبرمة من طائفتهم وزعمائها وغوغائها وهمجها. هذه الحكومة، برهنت ابان تأليفها، على توزيع عادل نسبياً، لحراس المواقع المفسدة وذات النفع الخاص. تسعة اشهر، حتى ولدت حكومة الفاسدين لمحاربة الفساد..

كل هذا ليس جديداً. ثم أن المعارك الكلامية التي خيضت في لبنان لمحاربة الفاسدين، قادها خبراء الفساد السياسي. وهؤلاء يحكمون لبنان. مذ كان الكيان. توارثوا السلطة والشارع والطائفة والبرلمان.. الجدد القادمون إلى السياسة بعد “الانتخابات” الاخيرة، على دين آبائهم واجدادهم وسلالاتهم.

هذا التعميم سليم وجائز. لا تحسب من ضمنهم اصوات نادرة، تتعرض لسهام جانبية كي تخرس. تفتعل لها معارك كي ترتدع.

لماذا هذا العناد وهذا الانكار. ولو!!: ألا تصدق أيها القلم أن ابواب القضاء انفتحت على الملفات؟ طبعاً لا. ليس هذا القلم غبيا. القضاء، كغيره في هذا البلد، هو قضاء لبناني. وقلنا امرأة قيصر لم تزره بعد… تُرى، الم يكن هذا القضاء، واقفاً او جالساً، موجوداً؟ فلماذا لم يتحرك؟ أن قضاء لا يتحرك إلا بأمر او ظرف، يتوقف ايضاً بأمر او ظرف. حفظنا الامثولة. السلطة الثالثة، إما مغلولة وإما غلت معاصمها بقيودها. وكثيرون يسألون: يا ناس، من اين لكم كل هذا وذاك وذلك؟

اضحك في عبك. لن يفرط اذكياء السلطة وعباقرة الطوائف بالسلم الاهلي، إلا إذا تعرضوا للعدالة. وصراخ المطالبة بالعدالة، تقف خلفه ازمة مالية مليارية، وعيون “سيدر”، وشكاوى من كل جهة وصوب.

من اسباب عدم تصديق “الحرب على الفساد”، اضافة الى الطائفية وحماياتها. إن الفساد أصل والكيان فرع. فلن يتجرأ أحد على نشر الغصن الذي يحمل هذه الطغمة.

آمل، أن يكون كل ما جاء اعلاه، خطأ. وتنجح المعركة ضد الفساد والفاسدين.

Exit mobile version