طلال سلمان

الحاج مرتضى حمود

كما يذوب جبل من الثلج تحت وهج الشمس وبفعل عصف الريح، كذلك »ذاب« الحاج مرتضى حمود تحت ضغط المرض والاحساس بالقهر لعجز الاطباء عن شفائه: أخذ يذوي أمام عيوننا جميعا حتى انتهى ذلك الرجل الذي صنع نجاحاته بسلسلة من »العجائب« تقارب حكاياتها الأساطير.
من الخيش الى الذهب، ومن العقار الى البورصة، ومن الخشب الى الصناعة، وابن شوكين يقفز من نجاح في مجال صعب الى نجاح في مجال أصعب.
فهم القانون من غير أن يحفظ مواده، وعرف أسرار اللعبة التجارية بغير أن يستخدم الكومبيوتر وجداول اللوغاريتم… كانت التجارة في دمه، والقدرة على التقاط الفرص تكاد تكون غريزته.
وكان يعرف أنّ عليه أن »يزكّي« أموال أرباحه ونجاحاته بالإسهام في نجدة الأيتام والمساكين وفي تعزيز إمكانات الذين نذروا أنفسهم لعمل الخير، فما قصّر مع جمعية خيرية أو دار أيتام، أو مع جهة توفر ما أمكن من المساعدات للطلاب المتفوقين حتى يكملوا تحصيلهم العلمي.
يوم الأحد المقبل، وفي مجمّع »البشير« الذي بناه من حر ماله وعلى أرضه، سيكون الوداع الأخير لهذا العصامي الذي هدّه المرض، لكن أثره الطيب باق في الناس وفي الأرض، ومن ضمنه هذا الصرح الذي ابتناه الحاج مرتضى باسم والده العلامة الشيخ بشير مصطفى حمود.
رحم الله الحاج مرتضى الذي ظل يستمتع بممارسة السياسة من خارجها، والتجارة من داخلها ،وعمل الخير من كل الجهات.

Exit mobile version