فجأة ومن دون سابق انذار تغول “الدولار” فالتهم مداخيل المواطنين وحولهم إلى فقراء، وربما إلى معدمين.
ارتفعت اسعار الحاجيات جميعاً اضعافاً مضاعفة، وفرض على المواطن أن يشتري بالدولار، (وسعر الدولار بيد صاحب المحل..)
اختفت المصارف او انها غيبت ذاتها، وصار الربط والحل في ايدي “الصرافة” الذي يحددون سعر الدولار (وذوبان الليرة وكأنها ” صابونة”) على هواهم وبما يحقق اعلى نسبة من الارباح.
سقطت “الدولة” فجأة، بحكومتها ومؤسساتها جميعاً.. واندفع بعض المسؤولين إلى الشرح والتبرير..
ومع أن الجوع كافر فان الثورة مستحيلة في بلد المذاهب والطوائف وسفارات الرعاية وقنصليات الفتنة.
الصبر طيب.. لكن الجوع كافر، وقديما قيل: “عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج شاهراً سيفه”..
لكن السيوف في لبنان، هي الأخرى، في خدمة الطوائف!
وكل محاولة لتثبيت دعائم الوحدة الوطنية ستنتهي إلى المقصلة وتشارك سيوف الطائفية جميعاً في قطع اعناق الوطنيين.. الا إذا أمكنهم القضاء على الطائفية اولاً، وهذا هو المستحيل في لبنان -الطوائف.