طلال سلمان

التمديدوقراطية…بالقانون!

سينوب المجلس النيابي، اليوم، عن شعب لبنان العنيد في انتخاب نوابه الحاليين نوابù في المجلس النيابي المقبل، ان لم يكن بمجموعهم فبأكثريتهم المطلقة.
اي ان النواب الحاليين سيمددون لنفسهم، وبالقانون!
بل انهم سيكافئون انفسهم بمد ولايتهم المقبلة ثمانية اشهر حرصù على امرين أساسيين، الأول محلي والثاني كوني:
} فأما الامر المحلي فهو الحرص على موسم الاصطياف في العام 2001، وهذا بعد نظر تاريخي يظهره هؤلاء الذين لم يحرصوا على موسم الاصطياف الحالي، بل لعلها الرقة والرغبة في التعويض عن خطأ ارتكبوه بغير قصد..
}} وأما الأمر الكوني فهو ان السادة النواب يريدون ان يدخل لبنان القرن الحادي والعشرين بهدوء، وان يجنبوه الاهتزاز او الارتجاج نتيجة اصطدامه بقرن جديد، ثم انهم يريدون ان يكسبوا اللبنانيين شرف الادعاء بأنهم كانوا متنبهين للتحولات ومستعدين لمواجهة اعباء الحداثة ومتحوطين للمفاجآت المحتملة التي قد يستولدها انتقال البشرية بين القرنين!
}}} على ان السبب الاخطر، والذي لا يريد السادة النواب ان يكشفوه حتى لا يظهروا بمظهر المتباهي على شعبهم ذي الكرامة والعنفوان فهو الآتي: ان هذا المجلس الجديد القديم يريد ان يسجل نقطة على قيادة التطرف الاسرائيلي ممثلة ببنيامين نتنياهو وحكومة الجنرالات والحاخامات والمستوطنات والمعتقلات الجماعية..
ذلك ان نتنياهو، على جبروته، سيرحل بعد أربع سنوات، على الأكثر، بينما يبقى المجلس النيابي في لبنان بعده، مسجلاً استقرار السلطة في لبنان وثبات المواقف بالمقارنة مع تقلب المزاج الاسرائيلي حيث يبدل الناخب هناك رأيه كما يبدل قمصانه (!!) ويخذل قادته الحكماء من بناة »الدولة« (!!) على عكس الناخب اللبناني الصابر، الصامد، الذي يحب نوابه »معتقين« فيتحملهم مدى العمر الا من جاء أجله واختارته العناية الالهية الى جوار ربه فيرحل مخليù المكان لابنه او شقيقه او ارملته او الأقرب فالأقرب من ذريته الصالحة.
ديمقراطيù سيقر المجلس المخلص القانون الفريد في بابه الذي سيمكنه من التجديد او التمديد لنفسه بأقل الخسائر الممكنة (من اعضائه)..
وديموقراطيù سيذهب هؤلاء النواب الى ناخبيهم غدù ليقولوا لهم: نحن نوابكم وقد اتينا لنشكركم على تجديد ثقتكم بنا، مع اننا نعرف ان لا شكر على واجب، ونعاهدكم بأن نهزم نتنياهو فيرحل ونبقى!
وديمقراطيù سيذهب الناخب اللبناني المأفون والعاشق الاقتراع حتى الادمان الى الصندوقة السحرية لكي يتشفى من جاره، ولكي يناكد قريبه، او لكي ينتقم من ابن القرية المجاورة الذي كان يباهيه بنائب الضيعة..
ديمقراطيù ستتم العملية الديمقراطية في لبنان،
وستعم الاحتفالات بانتصار الديمقراطية المدن والبلدات والدساكر والقرى جميعù: فأبناء الكرامة والشعب العنيد كلهم ديمقراطيون حتى العظم،
اما »الترويكا« فهي الثمرة الاحلى للديمقراطية، وربما لهذا فهي تُسكر اللبنانيين المدنفين بعشق الديمقراطية.
اليوم، ينجز حصن الديمقراطية الحصين مهمته التاريخية، ديمقراطيù، مخليù الطريق امام الشعب الديمقراطي ليجدد البناء الديمقراطي بالوسائل الديمقراطية المبتدعة في مهد الديمقراطية.
مرة اخرى هي النسخة اللبنانية المعدلة والمطورة من الديمقراطية.
انها التمديدوقراطية،
انها »صنع لبنان«، ومن لديه أفضل فليتقدم!

Exit mobile version