طلال سلمان

الاحتفال الفخم بالخيانة وقد تكررت!

تستحق الخيانة أن يكون الاحتفال فخماً بهذه النخبة من “الشجعان” الذي أقدموا عليها بلا تردد، ولا خوف من المحاسبة والاقتصاص من مرتكبيها البواسل..

الخيانة تجرؤ على الحق وإدانة للثابت على موقفه المتمسك بحقوق وطنه عليه، المدافع عن شرف الإنتماء إلى أرضه التي تستحق أن يفتديها بدمه، لأنها هي الأصل، وهي الأساس، ومن دونها يعيش في كنف النسيان حتى يموت.

ولقد تزايد التنازل في السنوات الأخيرة وإن بقي قائد مسيرة الخيانة والاعتراف بإسرائيل على حساب حق الشعب الفلسطيني بأرضه وحق الأمة العربية في التحرير الكامل والإنصراف إلى بناء غدها الأفضل في أربع رياح الوطن العربي، رئيس مصر الأسبق أنور السادات.

لقد سبق إلى الخيانة وسبق إلى الإقدام على زيارة الأرض الفلسطينية المحتلة، وصافح وعانق أحيانا بعض قادة الكيان الذي أقيم بالقوة على الأرض الفلسطينية. ووقف في الكنيست ثم انحنى قبل أن يباشر خطابه أمام الأعداء الذين قاتلوا جيشه وشعبه وهدموا المدن والقرى في أرض مصر.

اليوم، الإمارات والبحرين.. ولقد سبقت إلى الاعتراف والتطبيع دول عدة أولها مصر والثانية المملكة الأردنية الهاشمية والثالثة إمارة قطر.. وبحسب المناخ الذي ساد في البيت الأبيض أمس، فإن دولاً عدة ستنضم إلى موكب الخيانة في واشنطن.. ولم تكن مصادفة أن يقال في هذا المحفل الفخم أن السعودية ستنضم إلى ركب المطبعين والمعترفين بدولة العدو: إسرائيل! ومن ذلك تأكيد الرئيس الأميركي ترامب أنه تحدث إلى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وفهم منهما أنهما لن يتأخرا عن اللحاق بركب المطبعين!

من حق الرئيس الأميركي أن يقيم احتفالا ضخماً في البيت الأبيض، وأن تعزف الفرقة الموسيقية الرئاسية ألحاناً مفرحة لهذه اللحظة “التاريخية”..

…ومن حق السيدة ترامب، عقيلة الرئيس الأميركي، وعقيلة نتنياهو أن تصفقا وأن تزغردا فرحاً، أما الوزيران العربيان فقد التزما التقاليد العربية العريقة وحصر الخيانة بالرجال من دون النساء.

اكتفوا بعبدالله بن زايد، وبعبد الرحمن الزياني.. واستمتعوا بالخطاب التاريخي للرئيس ترامب..

ولقد صدق الرئيس الأميركي بوصف يوم الثلاثاء، أمس، بأنه “يوم تاريخي”… وصدق أيضاً بامتداح الشيخ عبدالله والشيخ عبد الرحمن، وصدق ترامب أكثر حين قال أن الخيانة تسمح للمسلمين في العالم بالتحرر والخروج من النهج الفاشل ملتحقة بركب الناجحين.

بارك الله بهذا الجهد العظيم من أجل تصفية القضية المقدسة والتي ستبقى مقدسة برغم الخيانة ومختلف أنصاف الخائنين!

.. وبارك الله بالشمس التي أنارت الطريق إلى هذا الإنجاز التاريخي في البيت الأبيض، والذي اسمه من قبل ومن بعد الخيانة الصريحة والتفريط بالأرض المقدسة.. ومردودة تحية نتنياهو، “السلام عليكم” التي نطقها بالعربية تودداً وتقديراً للمطبعين!

Exit mobile version