طلال سلمان

الإمارات تنعى فقيدها الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان

لم يتسن لنا ان نعرف الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان وهو مؤسس «وزارة الداخلية» لدولة الإمارات العربية المتحدة التي جمعت ما كان مفرقاً ومجزأً تكاد تقوم بين أطرافه «حدود» و«سدود»… لكن تلمسنا آثار جهده «على الأرض»، بعدما أزيلت «نقاط العبور» من إمارة الى أخرى واستعاد الناس حقيقتهم الأصلية كمواطنين في دولة واحدة، يشد بعضهم الى البعض الآخر أواصر الرحم ووحدة الماضي والحاضر والمستقبل.
ثم عرفناه من خلال جمهور مقدريه ومحبيه الذين كانوا يقبلون عليه في مجلس نجله الشيخ نهيان بن مبارك، فيسلمون عليه باحترام بالغ وود عظيم، يدل على مكانته بينهم.
على ان ما عرفناه يقيناً هو عبر الخلق الرفيع الذي يتمتع به الشيخ نهيان بن مبارك، وهو يحرص على إحاطة والده برعاية ندر ان عرف الناس مثلها، ويحفظ له موقعه، فيذهب إليه كل يوم ليهتم بأموره جميعاً، ثم يأتي به ليتصدر المجلس، مع الغروب، يحيط به محبوه ومقدروه الكثر، قبل ان يعود به الى منزله مطمئناً الى انه قد أشعره بعاطفة الناس الذين يحملون له في أنفسهم كثيراً من الإعزاز.
ولقد تبدت المكانة المميزة للشيخ مبارك بن محمد آل نهيان مع انتشار موجة حزن غامر اثر اعلان وفاته، لم يعبر عنها اعلان دولة الإمارات الحداد لمدة ثلاثة أيام فحسب، بل عبر عنها ايضا تدفق المعزين من داخل الإمارات وخارجها لتقديم واجب العزاء بهذا الراحل الكبير الذي كان «الذراع اليمنى» لمؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في حين تولى معه احتضان مواطني هذه الدولة الناشئة ورعاية مصالحهم والاهتمام بأمورهم رعاية الأب الصالح.
رحم الله الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان وأسكنه فسيح جنانه، وعوضنا بذريته الكريمة، لا سيما الشيخ نهيان بن مبارك وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والشيخ حمدان بن مبارك وزير الأشغال العامة، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

Exit mobile version