1 بنتيجة قولنا: »الخالق هو مطلق«
في مجموعة الأبنية الجديدة الرائعة، التي تسلَّمتْها »جامعة سيدة اللويزة« من المهندسين، افتتحنا أمس درسَنا لسنة 1998 1999، وكان موضوعُه »الخالق«.
وممَّا قلناه:
مِن أُسُس ما نعرف عن الخالق أنه مطلق.
وشرَحْنا كلمة »مطلق«، قلنا: »المُطلق هو مَن لا يحتاج إلى شيء من خارجه. ولما كانت المسيحية تفرِض أن يصبح أبناؤها »كاملين كأبيهم الذي في السموات«، فبمجرد اطِّلاع الواحد منهم على هذه الحقيقة سيروح، هو أيضاً، يتطلَّع إلى التَحَلّي بالمطلقيّة.
وتصوَّر أن يصبح الفرد منَّا لا بحاجة إلى أحد سواه.
وبعد الدرس، عندما كُنّا نهمّ بركوب سيارتنا لنعود إلى بيروت، استوقَفَنا أحدُ طلابنا وقال: أثَرُ كلمتكم: »الخالق هو مطلق« أراه أفضلَ ما تعلمتُه في العشرين السنة التي قضيتها في الدرس. أن أُصبح أنا لا في حاجة إلى أحد سواي، هذه معناها أن أصبح حقّاً حاملاً جنسيّةَ الإنسان.
2 من الشِعر الشِعر
بِنا طَمِعوا؟… كأَنْ حَشْدُ الصُفوفِ
يُزَعزِع مَن هُمُ خُبَرا حُتُوفِ؟!
وكُنَّا عُزَّلاً، وهمُ سيوفٌ،
ولاعَبَتِ الصُدورُ شَبَا السيوفِ!
3 حقيقة رهيبة!
الذين يطالعون بشكل دؤوب، مؤلفاتِ عِلْم الاقتصاد السياسيّ، يخرجون بهذه الحقيقة: إنه علم عجيب غريب. ومنه أن بلداناً مَنَّ عليها الخالق بنعمة البترول، تروح تترقى بثمن ما تبيعه من البترول. ولكنَّ علْمَ الاقتصاد السياسِيّ بوسعه، بشخطة قلم، كذلك، أن يمكِّن الدولة الجِدّ غنية من استرجاع كُلِّ ثَمن البترول الذي تكون قد اشترته خلال ثلثي قرن أو أكثر. حَجمُ العلم، الذي قد تَستخدمه دولةٌ غنيّة بالعلم، يصبح رهيبَ الخطر إن لم ترح الأخلاق تُلجِم الدولة الغنيَّة بالعلم.
بعض دول منطقتنا تُرى سيكون عندها عباقرة أو على الأقلّ عبقريٌّ واحد من هذا العيار يجنبها هذا الاحتمال الرهيب؟
4 وبشِّر الفقراء
طبيبٌ نُعجَب بعلمِه قال لنا:
في الحيّ الذي أُطبِّب فيه منذ 34 سنة، سجَّلت أن السرطان يَضرِب الأغنياء أكثَر مِمَّا يَضرِب الفقراء. لماذا؟ هؤلاء يأكلون أَقلَّ، ويأكلون ما هو أَقَلّ دسَما.
واسألوني، زاد، عمَّا أقصِد بهذا القَوْل. أقصد أنّ الأُسَرَ المُتخَمة بالمال تمرَضُ أكثر.
قُلنا:
تَجِدّ، يا دكتور، أَم تهزأ؟
فَرَدَّ عاقِداً حاجِبَيه هذه المرَّة:
ومتى كنتُ لا أجِدّ؟
5 مِن دستورِ دستور
تُرِك لُبنان، في المِئة السنة الأخيرة، يُبنى، بكلّ مُدنُه والقُرى، بِشكلٍ عشوائيّ، بَل بِما يَجعل السمسَرَة لِخرق القانون وسيلةً لِتَدسيم جُيوب »السِّياستجيّين«.
بِوسعِ لبنان أَن يُهدَم كلُّه كلُّه، ويُعاد بناؤه مِن جديد، كلُّه كلُّه، حديقَةً من 000 10 كيلومتر مربَّع من الشجر الباسق ومعظمه أرز تُرصِّعُها سبع مُدن كلٌّ أُعجوبَة جمال وذاتُ فلسفةٍ عُمران خاصَّة.
أَما التَمويل فيتِمُّ وِفقَ مبدأ اقتِصاديّ يقول: تَمويل الرائع أسهل مِن الترقيع بِما لا حدّ، لأنَّ مربَحه يجيء ضخماً ضخماَ.
