طلال سلمان

إلى منح الصلح

إنسحب أيها الصديق!
لقد اشفقت عليك حين قرأت نبأ إقدامك على ترشيح نفسك،
ثم اشفقت عليك اكثر، حين عرفت بعض اخبار الاتصالات والتزكيات والتشجيع و»التسميع« بأن »اللائحة تحتاج الى امثالك«.
قلت في نفسي: لعله قد دار الفلك، بأسرع مما نتصور، فبدل في الدنيا ما كنا نحسبه غير قابل للتبديل،
وقلت في نفسي: لعلهم تعلموا، او لعلهم تغيروا، او لعلهم سمعوا من ناصحيهم خير النصيحة.
ثم هدأ الفلك وعاد كل إلى مكانه وعادت الحياة سيرتها الاولى، وتذكرتك، فقلت علناً: يجب ان يسحب ترشيحه فوراً. يجب ان يحفظ نفسه، اسمه، سمعته ومكانة القلم المشرق بالفكر والتجربة والثقافة.
لا مكان لامثالك، على ندرتهم، في مجالسنا النيابية، وقبلها في القوائم الممتازة والمؤمنة ضد الناخبين واحلام التغيير.
اي دور للتبشير بالفكر القومي، لتعبئة الناس ومن ثم النزول شبه اليومي إلى الشارع من اجل حماية اهداف النضال العربي والوطني؟!
انه عصر آخر يا اخي منح.
انه عصر الانفتاح و»العولمة«. انه عصر رأس المال والمقاولات والوساطات والصفقات والسمسرات والعمولات والتحالفات بين اصحاب السطوة، سلطة او مالا او سلاحا.
انه عصر يغلب فيه السمع على القراءة، والهمس على الكتابة، و»الخليوي« على الفكر، والكاميرا على الريشة، وينتصر فيه »الوسيم« على القائد الحزبي العريق.
فاحفظ نفسك، حفظ الله قلمك لاننا نحتاجه اكثر مما نحتاجهم مجتمعين!.
ط.س.

Exit mobile version