طلال سلمان

أم الآغوات..

بهدوء ينسجم مع طبيعتها رحلت السيدة التي تشابه الطيف هيام خالد خضر آغا معتذرة من رفيق عمرها بأنها قد عجزت عن إكمال المسيرة مع هذا الذي طالما ملأ الدنيا وشغل الناس دون ان ينشغل عنها.
وكان زوار »أبي فادي« يحسون بوجود السيدة الطيف حتى لو لم يقابلوها، سواء من خلال لمساتها في البيت الذي كاد صاحبه يحوّله إلى »مكمن الأسرار« وظلت تصر على ان تحمي أناقته، حتى وهي تحفظ الاركان الحميمة للرجل الذي يعرف أكثر مما يجب.
وهكذا فهي تركت لخالدها ركنه الخاص، يلتقي فيه بتلك القلة من الأصدقاء، وتلك الكثرة من الباحثين عن المواقع عبر العلاقات الخاصة التي تفتح الأبواب إلى المواقع، بينما ظلت للبيت »شرعيته« وأجواؤه الحميمة التي كبر فيها آغوات المستقبل.
انها سنة الحياة، وقد جاءت اللحظة الأقسى، وها هي رفيقة العمر، والشريكة في السراء والضراء ترحل وفي نفسها حسرة إذ تغادر رجلها وهي تعرف انه يحتاج إليها، ولكن ما باليد حيلة ولا تنفع الرغبة في إرجاء القدر.. وتعرف أن »أبا فادي« على مثل إيمانها بالله وباليوم الآخر.
ولسوف يعتصم خالد خضر آغا بإيمانه، مرة أخرى، وهو يودع شريكة العمر لترجع إلى ربها راضية مرضية.
رحم الله »أم الآغوات« هيام خالد خضر آغا.

Exit mobile version