طلال سلمان

أحمد فتوح واللقاء ـ الوداع

… وكان اللقاء وداعاً: يوم السبت الماضي، في منزل الصديق محمد بكري، استذكرنا صديقاً مشتركاً، طال بعده بسبب من ابتعاده عن «السياسة» بمعناها اليومي، المحامي أحمد فتوح. ولقد جاء كأنما ليعطينا فرصة وداعه.
كان واضحاً أنه قد ابل من وعكة صحية.. وجلس إلينا يتحدث بمرح، خصوصاً عندما استذكرنا تجربته السياسية عندما «استدرج» من داخل «تقاعده» الإرادي فصار أحمد فتوح نائباً.
حاول الرجل الطيب أن يخدم منطقته (البقاع الغربي) وهو ابن واحدة من بلداتها (بعلول)، لكنه سرعان ما اكتشف أن اللعبة السياسية لا تتسع لأمثاله من الرجال الذين ينفرون من المخاصمة ويفضلون الحوار الهادئ، مع الابتعاد عن التشهير والتخوين وسائر أسلحة «عدة الحرب». وكان طبيعياً أن يبتعد محافظاً على رصيده الشخصي من الصداقات.
رحم الله أحمد فتوح، الذي منحنا، بغير تخطيط مسبق، فرصة وداعه وتأكيد الود الثابت، واستذكار نجله الناجح الدكتور في الاقتصاد بسام فتوح الذي كتب في «السفير» بعض الدراسات المميزة.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

Exit mobile version