طلال سلمان

أبو علي سيفو..

…ومضى يقاتل، وحيدا، حتى نفدت منه الذخيرة، وعندها فقط لفظ أنفاسه الاخيرة، يداخله شيء من الاعتداد بالنفس: لم يترك للموت منه شيئاً!
رحل سيف الدين سلمان، الذي يعرفه الجميع في بلدته شمسطار وفي المنطقة من حولها بلقبه الذي يستغنى فيه عن اسم العائلة »ابو علي سيفو«، متأخراً عن موعد رحيله المفترض بقوة إرادته، مقدما نموذجاً فذاً لارادة الحياة في صمودها، وسط دهشة الاطباء من قدرته الخارقة على تحدي المرض العضال.
ظل »أبو علي سيفو« يصر على ان يعيش حياته كما تعود ان يعيشها، مفترضا ان إرادته أعظم فعلاً من العلاج الذي يتلقاه، ولم يكن أمام الاطباء غير ان يخضعوا لتشخيصه الذاتي.
كسر القواعد جميعاً، رفض ان يستسلم، وحاول ان يتجنب النهاية ذات الطابع المأساوي، وفرض على عائلته ان تعيش معه التحدي حتى لحظته الاخيرة.
لعله كان يستمد القدرة على المقاومة من ذكرى والده الذي تحفظ المنطقة عنه حكايات في شجاعة المواجهة وتحدي الظروف الصعبة، فمن كان أباه الحاج أسعد عوض سلمان (ابو غازي)، الذي طالما تغنى به »قومه« وتهيبه خصومه، بات عاراً عليه ان يخاف المرض.
رحم الله »أبا علي سيفو« الرجل الذي شرب كأس الحياة حتى الثمالة، وترك لعائلته رصيداً طيباً من تجربته الغنية.

Exit mobile version