طلال سلمان

آخر عنقود الحبايب

طالت الرحلة مع الوجع حتى استنفدت طاقة الاحتمال والرغبة في الحياة التي عاشتها معاركة، صابرة، مبتسمة، ولادة، وشريكة للزوج الذي ظل دائماً أقوى من أسباب الشقاء في البيئة الفقيرة.
أمس، ودعت الحاجة أم محمد أبناءها وبناتها وقبيلة الأحفاد والأصدقاء والصديقات والجيران في شمسطار وفي شارع مارون مسك في الشياح، وارتحلت في السفر الأخير إلى بارئها يملأها الشعور بأنها قد أتمّت ما عليها فعادت إلى بارئها راضية مرضية.
«سعدى» كانت آخر مَن تبقى من ذرية أسعد إبراهيم سلمان، فقد سبقتها الأخـتان والأخوة الخمسة إلى بارئهم، لكنهم ظلوا معها وعبرها يرفون بذكرياتهم، بضحكاتهم، بوه التعب والكفاح المضني من أجل حياة مقبولة.
لم يغــادرها مرحها، وظـــلت قــادرة دائماً عــلى التغلب على هموم الحياة، وما أثقلها… وكانت تتباهى بأعــداد الأحفاد والحفيــدات مرتــاحة إلى أنها أتمت واجباتــها وأنشــأت ذريتها على أن نعطي الحياة فتعطينا.
اليوم سيودع آل صقر وآل سلمان وأهالي شمسطار عموماً الحاجة التـــي عرفوها ودودة ومحـــبة لهم جميعاً، وسترتاح في جبانة البلدة التي ظلت تسكنــها حتى بعد خمسين عاماً أو يزيد في بيروت وضاحيتها النوارة.
سلاماً أيتها الجدة، العمة، الأم لقبيلة كبيرة من الرجال والنساء الذين ربيبتهم على حب الناس.

Exit mobile version