طلال سلمان

يا عباقرة الطوائف… كم أنتم اغبياء!

كتب نصري الصايغ:

فلنتقاسم لبنان. لتكن القسمة عادلة. القسمة المذهبية ظالمة. أفضل وأعدل التقاسم هو وفق القاعدة التالية: ما لنا هو لنا، وما لكم هو لنا ايضاً. علماً، أن ما لنا هو قليل جداً، بسببكم، وما لكم هو كثير جداً، بسبب نهبكم ولصوصيتكم وفسادكم.

كفى.

لبنان المزرعة على وشك اقتتال الحرامية. كل حرامي منفوخ ومنتفخ، يحتمي بجبة او عمامة او مشيخة. تتبعه حثالة من الذين باعوا جباههم، بما يسد بوزهم من فتات يرمى لهم مقابل ولاء أعمى.

لبنان هذا، ليس لبنان الانتفاضة. الانتفاضة اعلنت أن لبنان لكل اللبنانيين، باستثناء غيلان المال والطوائف والعقارات والسماسرة والاتباع. اللبنانيون ليسوا رقيقاً للبيع. ألم تقتنعوا بعد، أن الساحات والشوارع والحارات والدساكر هي لبنان؟ ألم تفهموا بعد، أن لبنانكم مقصلة، ولبنان الناس، هو لبنان الحرية والكرامة والديموقراطية؟

غريب… انكم لم تفهموا بعد، إن استقواءكم الطائفي، هو مقدمة لحروب اهلية صغيرة، حروب بالكلمات اولاً، ثم حروب على الجبهات. لجوؤكم إلى المرجعيات الدينية، هو كفر وطني، وحقارة سياسية… أيها العباقرة، انكم أغبى الاغبياء. “الدين”، ليس افيون الشعوب دائماً. في لبنان، “الدين” اشد فتكا من الأفيون. اترك لكم ابتداع الصفات السفيهة اللائقة بطائفيات، تتنافس في ما بينها في كشف عوراتها. الدين في أصله، نعمة، في فروعه هو نقمة.

لا جديد في ما جاء اعلاه.

الجديد تبدعه الانتفاضة. أبدع ما فيها، انها كسرت حاجز الخوف، وأنها متعددة، وأنها متحررة، وأنها متمردة. وأن لها صيغاً للبنان. قد لا تتحقق أمانيهم ومطالبهم، ولكن وضوحها وجمالها، تنبتنا انها، بعد مئة عام من السياسات اللصوصية، ماضية إلى ابتداع وطن لمواطنين احرار.

ماذا يعني ذلك؟

فلتذهب إلى الجحيم ادعاءاتكم الكاذبة والعاهرة. خلافاتكم لا تغري احداً بالرهان على افرقاء اعداء، كارهين، لا يخجلون من أن يجلسوا معاً على طاولة الطعام، ولكل حصته، والفتات للاتباع الغلابى.

فلتذهب إلى الجحيم ادعاءاتهم وفذلكاتهم. انهم طغمة فاشلة في كل ما له علاقة بالشعب، ومتفوقة في التخمة. لقد أفلسوا البلد، وها هم الناس، على اعتاب المصارف، يبحثون عن قرشهم الابيض، ليومهم الاسود… لكن احداً كان يظن أن السواد الأعظم من اللبنانيين، سيصابون بالعمى الاسود، وسيحرمون اللقمة، والدواء، والهواء… والبلاد… تباً لكم. رحم الله جمال باشا السفاح.

لا وجود لكلمة حلوة تليق بكم. فقط، الشتائم التي نخجل التفوه بها، لسفالتها وهتكها… الشعب في الساحات والشوارع والحارات، ولم تفهموا بعد لغته. من عاداتكم أن تكذبوا، الا أن كذبكم هذه المرة فادح. تقولون نحن مع مطالبكم، ثم ترسلون زلمكم، إما لتعكير الصفوف البديعة، او لقمعها… تقولون نحن معكم، ولكنكم تدمنون على صفقاتكم، استشارة وتكليفا وتأليفاً…

أيها الشريرون… بعضكم يفكر بالنجاة، عبر ارتكاب الجريمة الكبرى. بعضكم يحتمي بطائفته، ويريد أن يغلقها على الآخرين. المناطق راهنا، مصنفة: هذه للموارنة، وهذه للسنة، وهذه للشيعة وهذه للدروز. لقد بدأت عسكرة المناطق بسلاح الكراهية والحقد. “اللهم نجنا من اسلحة الفتك”. للثوار كل المطارح في المدن والقرى والساحات. انهم لبنانيون جداً وآتون من كل لبنان ويحلمون بكل لبنان.

يا عباقرة الطوائف… انكم اغبياء جداً.

هذا جيل يعي أن صوته يكفيه. أن قبضته تعضده. ان مظلوميته تشجعه، أن جوعه يجعله يجترح المستحيل.
أما أنتم، يا زعماء المراكز النجسة، فلسوف يذكركم التاريخ، بأنكم، بعد مئة عام على المجاعة الكبرى، دفعتم شعبكم إلى الجوع والهجرة والانتحار.

للانتفاضة نقول: لقد انجزتم الصعب. أمامكم غدا ما هو أصعب. وقوتكم الاقوى هي في وحدتكم وتنوعكم معاً، ومقتلكم، عسى أن لا، عندما تتفرقون وتخطئون في التصويب. طالبوا وحققوا الممكن. انتزعوا منهم ما لكم، وانزعوا عن هذه الزعامات، حتى ثيابهم، واتركوهم في العراء.

ماذا لو فازت الطغمة الفاسدة على الانتفاضة؟

عبث. هذه الانتفاضة ولادة وليست عاقراً، وكل الرهان عليها.

ملاحظة: يجب الا تخشى المقاومة ابداً. فلسطينيتها ضمانة وحماية.

Exit mobile version