طلال سلمان

وفي اليوم نفسه.. تستمر مغامرة “السفير”

في مثل هذا اليوم (26 آذار) من العام 1974، بدأت مغامرتنا مع “السفير”.

كان طلال سلمان قد عمل عشرين عاماً في الصحافة، محرراً، مديراً للتحرير فرئيساً للتحرير في مجلة “الحوادث” ومجلة “الأحد”، ثم سافر الى الكويت ليساهم في إطلاق مجلة “دنيا العروبة” مع فريق صغير من المهنيين الأكفاء.

بعد أقل من عام، عاد طلال سلمان الى بيروت فكتب في بعض الصحف كالمحرر والراصد ومجلة الحرية لسان حال حركة القوميين العرب، قبل أن يناديه الأستاذ سعيد فريحة ليتولى معه المسؤولية في مجلة “الصياد”.. ومن ثم يختاره موفداً الى مواقع الأحداث في الوطن العربي، حيث نجح في بناء علاقات سرعان ما تحولت الى صداقات مع عدد كبير من رؤساء التحرير ومديري التحرير والصحافيين والمراسلين المميزين في العديد من الصحف والمجلات العربية، بينهم الأساتذه أحمد بهاء الدين ومحمد حسنين هيكل ومصطفى وعلي أمين..

بالمقابل، سعى طلال سلمان إلى تقديم نفسه ككاتب مجتهد له رأيه المعبر عن الإيمان بالعروبة، دون أن يتحول هذا الايمان إلى عصبية.. كما نجح في نسج شبكة من العلاقات مع العديد من المفكرين والكتّاب والمثقفين العرب في مصر وسوريا والعراق وبعض اقطار المغرب العربي، كما في الكويت وشبه الجزيرة العربية، وصولاً إلى اليمن.

كان في صلب ثوابت طلال سلمان إيمانه بفلسطين عربية محررة وجزءاً لا يتجزأ من هذا الوطن العربي، ومن ثم سيكون بديهياً تثبيت العداء لـ”إسرائيل” ومواجهة مشروع الاستعمار الجديد أو القديم ـ مثل بريطانيا وفرنسا ـ الساعي لسلب فلسطين وإدامة التقسيم وبالتالي الضعف حتى العجز عن خدمة او تقديم حق العرب في تحرير اوطانهم وبناء الغد الأفضل.

وكانت نكبة فلسطين قد فضحت مكامن العجز او الانحراف حتى الخيانة عند أهل النظام العربي والاندفاع نحو الاستسلام للأجنبي والارتهان للاستعمار الجديد والتسليم للمشروع الاسرائيلي بدلاً من المواجهة والتعبئة وبناء الدول القوية وتوطيد العلاقات في ما بينها على طريق الوحدة والتحرر والتنمية.

وتؤكد تجربة “السفير” أن الوحدة هي الطريق إلى الغد. غدِ الحرية والوحدة والتقدم، وأن الانفصال يعني تثبيت العجز وتبديد القدرات، والتذرع تارة بالطائفية والمذهبية وطوراً بالحدود السياسية التي لم يرسمها أهل البلاد وانما رسمها الاجنبي بما يخدم مصالحه إلى حد استقدام الحرب الأهلية خدمة للمستعمرين وتسفيهاً للدعوة القومية.

إننا في جريدة “السفير” نرى اننا قدَّمنا جهداً طيباً، وأنتجنا مشروعاً إعلامياً ناجحاً وساهمنا في تعميق الايمان بالفكر القومي وعززنا النضال ضد العدو الاسرائيلي.

وهذا الاحتفال الرمزي في 26 آذار 2022، هو إشارة متجددة إلى نجاحنا في اداء المهمة برغم الصعوبات والضغوط السياسية التي تجاوزت التهديد إلى حد محاولات التصفية والاغتيال.

لقد قدمنا ما نستطيع، وسنواصل النضال من اجل ترسيخ العروبة كهوية جامعة لأقطار الامة ومن أجل التقدم على طريق الغد الأفضل لكل شعوب أمتنا العربية.

لم نكن وحدنا في هذه المعركة المستمرة بل كان معنا المئات لا بل الآلاف من المفكرين والكتاب والمبدعين رسماً ونحتاً، مسرحاً وطرباً وموسيقى وغناءً وفناً، رسماً وتصويراً، شعراً ونثراً، في مختلف ارجاء الوطن العربي.

لقد حاولنا بكل ايمان وببذل اقصى الجهد لتأكيد ايماننا بمبادئنا وبقدرة الانسان العربي على انجاز احلامه وتوكيد جدارته بالانتماء إلى العصر.

إيماناً منا بأهمية العودة إلى ما جرىلاستنباط ما يجري تم اطلاق موقع أرشيف “السفير” واتاحته لكل من يرغب علىالرابط التالي: assafir.com .

Exit mobile version