طلال سلمان

وداعاً نهاد عازار

من جزين إلى جزين يعود الموكب الذي يختلط فيه العز بالمحبة بالوعي السياسي والرؤية الصافية، في الرحلة الأخيرة للسيدة نهاد إبراهيم عازار إلى المدينة التي كانت من عناوينها بقدر ما كانت عنواناً ثابتاً للحياة العامة في بيروت.
السيدة الممتلئة حيوية، ذات الرؤية السياسية النفاذة، والشبكة المميزة في علاقاتها، حاضنة الإعلاميات، المتطوعة لخدمة كل محتاج والتي تظل تستنطقك – إذا رأتك مهموماً – لتحاول التخفيف عنك.
نهاد عازار ابنة البيت السياسي والتي لم تغادر ثوابتها الوطنية، فهي ابنة الجنوب بصيدا وصور والنبطية وبنت جبيل والخيام وإبل السقي، وهي تطل على الشوف من المعاصر إلى المختارة إلى دير القمر مروراً ببيت الدين.. تعرف الجميع، ومن لا تعرفه يعرفها، ويتخذها عنواناً لشقيقها العالم الصامت، المخلص في تحالفاته، رافض التطرف، النائب الذي صيره انقلاب المعايير «سابقاً»، سمير عازار.
نهاد عازار التي هدها تبدل المناخ والولاءات واختلال المعايير، والتي صمدت للمرض بقوة إيمانها، غادرتنا أمس الأول وستمضي في رحلتها الأخيرة عائدة غداً الثلاثاء إلى جذورها في جزين معلنة انتهاء السياسة في الوطن الصغير بعدما اجتاحت الطوائفيات والمذهبيات معظم أهله، إن لم يكن بسبب اهتزاز اليقين فبسبب المنافع والامتيازات التي يحظى بها الطائفي والمذهبي والأعظم تعصباً «ضد» الآخر؟
وداعاً أيتها السيدة، الأم والأخت، العارفة بخبايا الأمور، رفيعة الخلق، والتي أحبت كل الناس الطيبين.
والعزاء لعائلتها ممثلة بشقيقها سمير عازار، ولميشال إده الذي كانت تعتبره أخاً ثانياً ولكل محبيها ومقدري خلقها وترفعها.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

Exit mobile version