طلال سلمان

وداعاً محمد مشموشي: صديق العمر..

رحل رفيق العمر والسلاح محمد مشموشي، بعد صراع مع المرض طال حتى استنفد قوى الرجل النحيل الذي كان أقوى ما فيه إخلاصه لمهنته ولأصدقائه مع عائلته وبعدها.

ولقد التقيت محمد مشموشي، لأول مرة، في العام 1960 وعمل معي في مجلة “الأحد”، وكنا نرجع إليه في شؤون اللغة ونطلق عليه لقب “مولانا”، لأنه كان يعد نفسه ليكون شيخاً بعمامة، ثم قرر أنه لا يصلح لهذه المهمة، فاختار الصحافة لتمكنه من اللغة العربية.

.. وشاءت المقادير أن نلتقي في “السـفير”، منذ مباشرة الإعداد لإصدارها في أواخر العام 1973، وعلى امتداد ثلاثين سنة متصلة، تقدم في المسؤولية بصبره واتقانه ودماثة خلقه، حتى صار نائباً لرئيس التحرير..

ولقد رعى الزميل محمد مشموشي مجموعة من الشبان الذين التحقوا بـ”السـفير” وأشرف على تدريبهم حتى تخرجوا كمحررين مميزين..

كذلك تحمل عبء إصدار “السـفير” في غيابي، سواء نتيجة محاولة اغتيالي، أو بسبب أسفاري العديدة التي فرضتها موجبات العمل.

أكاد أجزم أن أحداً من أسرة “السـفير” محررين ومخرجين وعمال طباعة، قد سمعوا صوت محمد مشموشي غاضباً، أو لائماً أو ماساً كرامة زملائه..

كان كاتباً هادئاً، ومسؤولاً هادئاً، ومحاوراً هادئاً، وأباً هادئاً، وزوجاً هادئاً، مؤمناً بأن “العصبية” تقصر العمر من دون أن تحسن الاداء.

لقد عاش محمد مشموشي عمره بلا خصوم، وبلا حسد، وبلا حدة في المناقشة أو في المنافسة..

رحم الله هذ الإنسان الطيب، النبيل في صداقته، المخلص في عمله، الصادق في كل حرف كتبه.. حتى يومه الأخير.

* تقبل التعازي بالزميل الفقيد يومي الجمعة والسبت في مسجد الخاشقجي بين الرابعة والسابعة مساء.
رحمه الله.

Exit mobile version