طلال سلمان

هل يضيع التاريخ؟

بعد مائة عام من الثورة البولشيفية التي اقام بها فلاديمير ايلتش لينين دولة الاتحاد السوفياتي العظيم سنة 1917. وفق مبادئها الشيوعية، ها نحن نشهد نهاية “الاشتراكية” كدعوة لتغيير الواقع الانساني نحو الافضل، بسقوط اخر حكم اشتراكي في فرنسا وتراجع مريع لحضور الاحزاب الشيوعية في العالم اجمع.

لقد سقطت الشيوعية في “بلد المنشأ” روسيا، وبديهي أن تسقط ايضا في الدول التي صير انتصار الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية انظمتها شيوعية بعدما اجتاحت قواته معظم دول شرق اوروبا وصولاً إلى برلين حيث لاقت قوات التحالف الغربي.

وها نحن نشهد رحيل آخر رئيس “اشتراكي” في فرنسا، وفي اول انتخابات جرت بعد فوز “الوسطي” المقرب من رجال الاعمال ايمانويل ماكرون. غابت الاحزاب عن قائمة الفائزين جميعاً، الحزب الشيوعي والحزب الاشتراكي واحزاب أخرى عريقة، واكتسح اليمين، مع بعض الوسط، المجلس النيابي الجديد.

هل انتهى، حقاً، زمن العقائد والمبادئ السامية التي كانت تنادي بتحرير الانسان اقتصاديا ليتحرر ثقافياً واجتماعياً وسياسيا، ام انها مرحلة جديدة في التاريخ البشري يتراجع فيها الفكر نتيجة لاجتياح التكنولوجيا ووسائط التواصل الاجتماعي الحديثة العالم بأسره… ومن نتائجه سقوط الكتاب والصحيفة والمجلة وكل ما يكتب على ورق لتحل محله المبتكرات الجديدة في عالم التواصل، وهي قد تزود مستخدمها بالكثير من المعارف السيارة، لكنها لا تهتم بالثقافة التي تصنع الوجدان وتتجاوز الماضي لتهتم بالمستقبل فيضيع التاريخ.

الدور الآن على الكتاب..

Exit mobile version