هذه “إسرائيل” وحشية لا تشبه حتى إسرائيل النكبة

خانيونس ـ حلمي موسى

تقريبا عشرة ايام في خانيونس بعد مغادرتها بحوالي اربعة شهور. حجم التدمير خيالي ولا يمكن تخيله. ابناء المنطقة لا يعرفون الشوارع الموصلة الى بيوتهم. كثيرون ممن وصلوا الى بيوتهم لم يعرفوا حتى اثرها.

لا شيء في العالم اسوأ من المهندسين الاسرائيليين الذين في الغالب لديهم منطق هدم وتدمير لا مثيل له. خبرة مديدة في تدمير ابراج وعمارات ومدارس وجامعات ومساجد وآثار وبنى تحتية وتقريبا كل شيء. لا الشوارع شوارع ولا البيوت بيوت. كل شيء مختلف وبطرق هندسية مختلفة منها القصف بالطائرات او المدفعية ومنها بالجرافات. هدم وتدمير لغاية واضحة هي الهدم والتدمير. نفسية انتقامية لم نشهد لها مثيلا من قبل. ربما ان ابناء جيلنا ورغم كل ما شهدوه من حروب تفاجأوا بان عدوهم على هذا القدر من وحشية لم يألفوها من قبل.

اسرائيل كما كنا نعرفها ليس لها من اثر اليوم. هذه اسرائيل وحشية لا تشبه حتى اسرائيل التي خبرها اهلنا عندما جرى اقتلاعهم من ارضهم وبيوتهم في عام النكبة.

كل شيء تغير تسمع قصصا يصعب تخيلها وبالتالي تصديقها لكنها في الواقع لا تعبر الا عن اجزاء من حقيقة اشد قسوة. في هذه الحرب جرى اطلاق العنان لكل ما في ادنى الروح البشرية من غريزة. فالقتل والتنكيل كان بلا حدود.