غزة ـ حلمي موسى
وتشرق الشمس من جديد على غزة الأبية. والقصف يركز حاليا على محيط المستشفيات ومدارس الإيواء في غزة. وتزداد المصاعب التي يخلقها العدو لجعل حياة الناس في غزة وشمالها مستحيلة. وتبين للجميع أن غاية الاحتلال هي حشر الجميع في علبة سردين اسمها المنطقة الآمنة في المواصي بقصد واحد وهو جعل غزة وكأنها مشكلة عالمية ينبغي على العالم إيجاد حل لها. والأهم ألا يكون هذا الحل في غزة.
في الماضى تمنى رئيس حكومة الاحتلال رابين أن ينام ذات مرة ويصحو فيجد غزة غارقة في البحر. الآن يريدون ان تغرق غزة في البحر أو أن تتبخر في السماء او في الصحراء الكبرى او في سيناء. المهم ان تغور عن وجوههم. لكن غزة باقية. وسوف تبقى.
لا أدري ان كانت هذه المعلومة تعني لكم شيئا. عندما كان عدد الشهداء في غزة عشرة آلاف كان عدد المواليد في غزة ٥٥٠٠. وتعلن دائرة الصحة ان في غزة الان ٥٥ الف امرأة حامل. بحساب بسيط حتى لو استمرت الحرب شهورا فإن شعبنا قادر على تعويض خساراته في فترة قصيرة.
صحيح كل شهيد عالم بذاته وكل بيت قصة تروى، لكن الوطن هو العالم وهو تكوين اكبر من كل القصص. انه حياتنا وخلودها. وهكذا هي فلسطين عموما وغزة خصوصا وهي سمة كل الأوطان. والآن بتنا نعرف معنى ما تعلمناه في صغرنا: نموت وتحيا فلسطين. مع أمل قوي بأن نحيا لفلسطين.