طلال سلمان

نخسر مع الارض كرامتنا وحقنا فيها..

بينما يتهاوى العداء تجاه العدو القومي، قاهر الارادة العربية، محتل الارض المقدسة، الكيان الاسرائيلي الذي اقيم بالقوة على ارض فلسطين..

وبينما تتبارى الانظمة العربية في افتعال الخصومات في ما بينها، وتتبادل الحملات الاعلامية ويغرق الجميع حتى الاذنين في الحرب ضد الذات،

وبينما تجر السعودية معظم الانظمة في اقطار الخليج العربي إلى حرب ظالمة ضد اليمن.

ويتواطأ الطيران الحربي “العربي” مع الكوليرا ضد واحد من افقر شعوب العالم، وتستقدم المرتزقة من اربع رياح الارض لقتال الشعب اليمني العريق، بطل الفتوحات الاسلامية..

.. وبينما تقاتل بعض الدول العربية بمرتزقة تشتري ولاءها بالدينار او الدولار او الريال المذهب، ضد سوريا بذريعة نظامها، وضد العراق بذريعة انهيار نظامه الذي دمره الاجتياح الاميركي في العام 2003.

بينما يجري ذلك كله فينشغل العرب عن عدوهم القومي بحروبهم ضد الذات، بغض النظر عن البادئ بالخصومة او من يرد عليها بذريعة الدفاع عن النفس.

…تتابع دولة العدو بناء المستوطنات فوق الارض الفلسطينية بوتيرة غير مسبوقة، فتجتاح الارض التي يفترض ـ نظريا ـ انها من “نصيب” شعب فلسطين الذي طُرد من مدنه وقراه إلى دنيا التشرد واللجوء، لكي يوسع العدو كيانه ـ جغرافيا ـ ويزيد من اعداد المستوطنين الغرباء المستقدمين من اربع رياح الارض ليحتلوا ارضا لشعب كان شعبها على مر الدهور.

في هذا الوقت بالذات تنفجر حرب غير مفهومة بين “الاشقاء الاغنياء” الذين استقلوا بأنفسهم عن سائر اشقائهم الفقراء، واصطنعوا لأنفسهم نادياً للأغنياء بثروة لم يتعبوا في اكتشافها او في استخراجها، او حتى في حسن استثمارها، بل كان ذلك كله وما زال في ايدي المستثمرين الاجانب الذين جنوا منها الثروات الخرافية، واسترهنوا بها ابناء الارض، اذ تواطأ الحكام على شعوبهم مع قوى النفوذ الاجنبي، وهي هي قوى الاستعمار القديم، فبقي الرعايا، ملايين الرعايا، في حال الفقر التي ولد عليها اجدادهم وعاش بها آباؤهم، ويعيشون هم على الفتات، بينما يهدر حكامهم ثروة البلاد الوطنية على مباذلهم وعلى اسباب حماية عروشهم التي يتعهدها الاجنبي بالثمن الباهظ.. وآخر دفعة على الحساب ما عاد به الرئيس الاميركي دونالد ترامب من زيارة اليوم ونصف اليوم إلى السعودية، أي ما قيمته اربعمائة مليار دولار، مع وعد بتريليون دولار آخر خلال السنوات القليلة المقبلة..

اما بعد انفجار الحرب بين الرياض والدوحة، ولأسباب غير مفهومة حتى اللحظة، فقد انفتح باب المزاد، وهكذا سارعت قطر إلى عقد صفقة طائرات بوينغ اميركية بقيمة 12 مليار دولار، هي اول القطر ثم ينهمر..

اما العدو الاسرائيلي فقد جنى الجائزة الكبرى: افتتاح خط الطيران المباشر من الرياض إلى مطار اللد في الارض الفلسطينية المحتلة، مع اعلان رئيس حكومة العدو ذاته عن “تمنيه” بأن يستطيع، قريباً، استخدام هذا الخط الذي دشنه ترامب لزيارة الرياض منتقلاً من الارض المقدسة إلى الارض المقدسة..

ومن خسر ارضه لا حاضر له ولا مستقبل، ولا كرامة لحياته،

فكيف بمن يخسر، مع الارض، الفضاء.. والأخطر: ارادته في أن يكون صاحب الارض بمائها وفضائها ومخزون ما تحت رمالها من ثروات، وما فوقها من كرامة لأصحابها وايمان بقداستها.

وكيف والاشقاء الاغنياء يقتلون اخوتهم الفقراء ويقاتلون بهم، ثم يبيعون دماءهم للمحتل لا فرق بين أن يكون اسرائيليا او مموها بالراية الاميركية.

على الهامش: جائزة لمن يستطيع التفريق بين مواطن سعودي ومواطن قطري..

أما اليمني، وهو الارقى، فمختلف جداً!

تنشر بالتزامن مع السفير العربي

Exit mobile version