طلال سلمان

ناطر، انا ناطر…

يملك الرئيس سعد الحريري فائضا من الوقت، قبل تشكيل حكومته الجديدة.. وهكذا فهو يزور الرياض، لاستعادة ذكريات الاحتجاز المبهجة بأمر من الامير محمد بن سلمان، وضرب مرافقيه واهانتهم وسجنهم، حتى سمحت المصادفات بوجود الرئيس الفرنسي ماكرون، على مقربة من الرياض، في الامارات… وهكذا قصد الرياض والتقى ولي العهد، وهو في غاية الغضب، ولم يغادر الا بعد ما نال منه تعهداً بإطلاق سراح الرهينة الرئاسية..

هذه المرة وجد الرئيس الحريري نفسه رهينة عجزه، فقصد إلى منقذه بالأمس ماكرون ليمضي لديه اجازة ممتعة يتخللها الاحتفال بالذكرة المئوية للانتصار في الحرب العالمية الأولى (الذي مكن فرنسا من فرض انتدابها على “متصرفية جبل لبنان” ثم على توسعة هذه المتصرفية بضم الاقضية الاربعة الجنوب والبقاع والشمال والعاصمة بيروت، وقد كانت ولايات) إلى الجبل لتقام، تحت رعاية فرنسا وبإشرافها، “الجمهورية اللبنانية”..

يمكن للحكومة في لبنان أن تنتظر انتهاء الاحتجاز بالرغبة، في ضيافة الرئيس الفرنسي، كما انتظرت ـ من قبل ـ الانتظار بالاضطرار في ضيافة ولي العهد السعودي..

كذلك يمكن للبنانيين أن ينتظروا، فعندهم فائض من الوقت، فائض من الدين، وفائض من فرص العمل، وفائض من التدخل الاجنبي، وفائض من الغياب العربي عن التأثير.

الكل يغني الآن، مع المطرب الراحل نصري شمس الدين: ناطر انا ناطر..

الرئيس ميشال عون، والرئيس نبيه بري، وتيار المستقبل، والسنة المستقلون، و”القوات اللبنانية”، والتيار العوني، والحزب التقدمي الاشتراكي و…

والاقتراح أن نعتمد “ناطر انا ناطر” بديلاً من النشيد الوطني.. العتيق!

 

Exit mobile version