طلال سلمان

من “يقتل” اللاجئ الفلسطيني؟

في الاصل، وكنتيجة ولو غير مباشرة لنكبة فلسطين بالاحتلال الاسرائيلي، انشأت الامم المتحدة “وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين” وكان مختصر اسمها بالحروف الافرنجية “U.N.D.R.P” .. ثم تدخل “القدر” الاميركي فتم حذف P الذي يشير إلى فلسطين تحديداً.

الآن، صدر القرار الاميركي بنقل السفارة الاميركية إلى القدس، في تحدٍ واضح للعرب وللقرارات الدولية التي “اعترفت” بإسرائيل، مع ابقاء الضفة الغربية (أي فلسطين المصغرة) للسلطة الوطنية الفلسطينية.

ثم صدر القرار الهمايوني الإسرائيلي الذي يعتبر أرض فلسطين بكاملها “الوطن القومي ليهود العالم اجمع”، وليس فقط لمن جاءها محتلاً بحماية الانتداب البريطاني (1948) ثم نصرتها بريطانيا وفرنسا في العدوان الثلاثي على مصر (1956)، ثم للعون الاميركي المفتوح في حربها ضد سوريا ومصر في العام 1967.

وها هي “الدولة القومية” ليهود العالم تحاصر غزة وتلغي سلطة رام الله، وتقتل كل يوم بعض الفلسطينيين وهم يخرجون محتجين على حرمانهم وطنهم، بل وحتى وهم يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الاقصى..

في هذا التوقيت بالذات، والذي لا تخفى دلالاته، تقدم واشنطن على اطلاق الرصاصة الأخيرة على اللاجئين الفلسطينيين، فتسحب اعترافها بوكالة الغوث الدولية، وتوقف دفع حصتها في موازنتها المتناقصة، عاماً بعد عام، والتي تعاني عجزاً ثقيلاً يمنعها من اداء مهماتها الانسانية تجاه الفلسطينيين، كما تجاه غيرهم من اللاجئين..

ولسان حال الفلسطينيين يقول، وهم يلتفتون إلى اخوانهم العرب: حتى على الموت، لا اخلو من الحسد!

Exit mobile version