طلال سلمان

من يرحم من في الارض؟

غالباً ما يكون “الاقتصاد الحر” اقوى من “الدولة” التي يتناقص اهتمامها بواجباتها في خدمة شعبها، بل تصير مهمة “الدولة” بوجودها الرسمي “تنظيم المرور” بين “الاقوى” أي “المصارف” واصحاب المصالح المؤثرة على حياة الناس بزعم انهم يعملون في خدمة الناس، في حين يرحل هؤلاء إلى .. الجوع.

ها هم اصحاب الثروات (بالحرام، غالبا، او بالحلال، نادراً) او بحكم الإرث عن الآباء والاجداد، أو محدودي الدخل او متوسطيه، ويشاركون وباء كورونا في قهر متوسطي الحال والفقراء.

وربما جاءت مصادفة “الصوم” عند الطوائف المسيحية، ثم شهر رمضان عند المسلمين لتكشف فداحة الاضرار الناجمة عن انهيار الليرة وارتفاع اسعار ما يستلزمه المأكل (الطعام والفواكه والمكسرات في ظل ساعات الافطار، تعويضاً عن دهر الصوم الطويل) لتكشف جشع التجار ونقص ايمانهم وتقديم الدولار على انه “السيد” وليس امام من لا يملكه الا الجوع.

بالمقابل فان الاغنياء بالثروات الحرام يمارسون الفحش في مآدبهم الرمضانية، التي يرمون نصفها للخدم والحيوانات الاليفة التي يتسلون في ملاعبتها.. في اوقات الفراغ!

صوموا تصحوا..

ولكن هذا “الدواء” لا ينفع من تسرق المصارف اموالهم، ثم ترفع سعر الدولار اضعافاً مضاعفة على حساب الليرة مهيضة الجناح.. وبالتالي ترتفع اسعار احتياجات التموين او الاكل اليومي، بمعزل عن رمضان، فيصير الصيام ترفاً.

ولا أحد يسمع وصية “ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء”.

Exit mobile version