طلال سلمان

من الكيان إلى الوطن..

الحمدلله… لقد احترق البلد بعاصمته ذات التاريخ واهلها الطيبين الساعين على مدار الوقت من اجل رزق عيالهم، لكنها كانت فرصة ذهبية لكي تتبدى الاخوة بين اللبنانيين متينة، فتسابقوا إلى الانكباب على معالجة المحروقين والجرحى والبحث عن المفقودين في البيوت المهدمة، او في الطرقات التي اقفلها الركام..

لم يتوقف الجمهور العريض الذي هب للنجدة امام “الهوية الطائفية” للحي المنكوب وأهله المتناثرين بين ركام بناياته وعلى الارصفة وفي زوايا الشوارع: كان الكل مفجوعاً يحاول التماسك لينجز مهمة الانقاذ.

لم يسأل أحد احداً عن اسمه، عن طائفته او دينه. كان الشعور الانساني النبيل بالتضامن هو الاصل في الاندفاع إلى النجدة: أخ يحاول انقاذ اخيه او اخته، عمه او خاله، جده او الجار الطيب الذي يسبقه كل يوم بتحية الصباح.

هي الاخوة، تتخطى الحواجز المصنعة والموروثة، سواء أكانت طائفية ام مذهبية ام جهوية: الكل مع الكل، لا فرق ولا تفريق. الانسان هو الاصل، لا الدين ولا الطائفة، لا موقع المولد ولا موقع العمل، لا المنصب والمرتب ولا وجاهة النسب.

*****

نحن في يوم جديد، في عمر جديد، في عصر جديد،

وكما هب الجميع للتعاون في رفع ركام الدمار، على الجميع أن يتعاونوا في اعادة اعمار ما تهدم.

لتقدم الدول ما تقدم. ولـتأتِ المساعدات من أي مكان وكل مكان.

لكننا نحن من سيعيد بناء وطننا. بزنودنا والحب.بالجهد والعرق والحب. سنهدم الحواجز النفسية التي راكمها فينا الاقدمون من اهل “الكيان” لنبني الوطن الواحد، موحد اهله تحت شمسه وقمره.

آن أن يتحول الكيان إلى وطن!

Exit mobile version