طلال سلمان

من الشارع واليه

ما اوسع “الشارع” في بيروت التي تكاد تختنق بالسيارات والمارة والباعة المتجولين وابناء السبيل..

“الشارع” مفتوح دائماً، لمن يريد اتخاذه منبراً لمطالبه: للطلاب في اوله، وللأساتذة في منتصفه، للعسكريين المتقاعدين في مواجهة العسكريين العاملين في آخره، وللموظفين المحتجين على انخفاض رواتبهم بعد زيادة الضرائب، وللفضوليين وابناء السبيل الجاهزين للمشاركة في كل تظاهرة وأي تظاهرة ضد أي مسؤول كما ضد جميع المسؤولين..

الكل في الشارع، لكن لا احد في موقع القرار، والجدارة بالمسؤولية، والقدرة على الحسم بين الصحيح من المطالب والمفتعل..

وهكذا تختلط المطالب بالمطامح والمصالح والاغراض الشخصية، ويصبح من الصعب الفرز بين “المحق” منها و”المزور” او “المفتعل”.

..ويختلط اصحاب المطالب المحقة بالمغرضين والدساسين والمخبرين فتضيع الحقيقة، وتنتهي التظاهرات عند الجدران الصماء للمسؤولين وافصحهم ابكم واصدقهم اكذب، والمقسم بشرفه لا شرف له..

ويتجدد عرض الفيلم العتيق ولا امل بنهاية سعيدة،

إلى الشارع أيها المظلومون: انه مفتوح عن آخره، ولكنه يمتد ويمتد ويمتد ويمتد فيه حبل الكذب الذي كان قصيراً فتمدد!

لكن ما يجري خارج “الشارع” خطير:

فالجامعة الوطنية تتراجع، سنة بعد سنة، تفقد بعض أفضل اساتذتها الذين تعمل الجامعات الاجنبية على اغرائهم بتقديمات لا تمكن قدرات الجامعة الوطنية على مجاراتها، وتفقد الكثير من طلابها المحليين الذين يهجرون البلاد ليس في طلب العلم فحسب بل اساسا في طلب الجنسية المباركة..

و..دقي دقي يا ربابة.. دقي ع فراق الحبابا!

Exit mobile version