طلال سلمان

من اجل غدهم نقبل الاذلال..

فقط، ومن غير إعداد أو تنسيق أو تدبير أو ترتيب مسبق، انتبه الشعب إلى وحدته: الاحتياج مشترك، العوز مشترك، الحاجة إلى دخل كافٍ هم مشترك. خربوا المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية فأجبروه أن يقتطع من لقمة عيشه كلفة تعليم اولاده.

من زمان، صار ممكنا اختصار لبنان واللبنانيين بخمسة او ستة عشرة من “الزعماء”. هم الحكم والمعارضة. هم الدولة والشعب. هم اميركا وروسيا. هم السعودية وقطر والامارات والكويت: من رضوا عنه سافر، ومن غضبوا عليه طُرد من جنة الاغتراب من اجل الرزق.

ألغي المواطن. صار يُعرف بطائفته، بل بمذهبه، ولكل طائفة زعيم، ولكل مذهب مرجعية، من عرف الطريق فاز، ومن تاه عنها ضل وكل ضلالة في النار.

لكن الجوع ليس كافراً، انه مصدر الايمان بوحدة الناس.
المتسببون في الجوع هم الكفرة.
المستفيدون من تجويع الناس واذلالهم بفقرهم لاستتباعهم واتخاذهم أرقاءً وعبيداً هم الكفرة والخارجون على دين الله.

لقد طفح الكيل فعلاً: استهلكت الزعامات الطائفية والمذهبية وحدة الشعب. فرقته بل مزقته ارباً لكي تستقر فوق مقاعدها المذهبة مطمئنة إلى انه سينشغل بجوعه وبحاجته إليهم، كل يوم، لأنهم يحتكرون الوظائف وحقوق الناس لكي يجبروهم على الركوع امام عتباتهم المقدسة ويقبلوا أيديهم وربما أرجلهم من اجل وظيفة، اية وظيفة يعتاشون من مرتبها ويربون اطفالهم.

“الاطفال أهم وأخطر وأقدس من حياتي. أُذلُ نفسي من اجل أن يعيشوا غدا بكفاءاتهم، بكرامة.. وهذا ما يغفر لي هدر كرامتي من أجلهم.”..هكذا يقول المواطن الطبيعي.

Exit mobile version