طلال سلمان

ملتهمو آمالهم يطربون لحزن الأسير

صدح الكروان بنشيده الشجي من خلف قضبان القفص. طرب السامعون فهتفوا: الله! يا للروعة! سبحان الخالق! لقد سخر لنا المخلوقات جميعاً لكي تطربنا وأعطانا الحياة لكي نستمتع بطيباتها.

لم يسمع أحد صوت ”الدرويش” وهو يتمتم مأخوذاً بالمفارقة: يا ضيعة الحزن النبيل! يتأوّه الأسير فتطربون يا تنابلة! كيف لكم أن تعرفوا طريقكم إلى حياتكم، وأن تصنعوا غداً كما الحلم؟! إنكم أجدر منه بالبكاء على حالكم! الفرق أنه يعبّر عن حزنه بما يجدد فيه الأمل، وأنكم تقتاتون بحزنه بينما تمضغون آمالكم التي تستخرجها نساؤكم من براد الذكريات فتطبخها لكم كل يوم.

Exit mobile version