طلال سلمان

معروووف

كان عمر “السفير” 11 شهراً، حين اغتال “مجهولون – معلومون” الشهيد معروف سعد، في صيدا، بينما كان على رأس تظاهرة احتجاج ضد شركة “بترومين” التي كانت تعد لمشروع من شأنه أن يقضي على رزق الصيادين.

ولقد أحدث هذا الاغتيال زلزالاً في لبنان .. ولا يستبعد أن يكون من خطط له ودفع “المجهولين المعلومين” إلى تنفيذه هو بين من أرادوا إشعال الحرب الأهلية في البلاد، والتي لم تتأخر كثيراً عن “التفجر” عبر “الحادث” الذي لا يمكن أن ينظر إليه على أنه غير مدبر، أي “بوسطة عين الرمانة”..

في الذكرى الاثنين والاربعين لاستشهاد معروف سعد يفتقد اللبنانيون “الزعيم الشعبي”، بلا ادعاء او تمثيل، او حشد مفتخر من المناصرين ينتقلون إلى حيث يستدعون بوسائل نقل مريحة مدفوعة الكلفة، مع سندويشات ومرطبات…

“الزعامة” ذات فخامة، في الوقت الراهن: مواكبها سيارات مصفحة، تتقدمها دراجات الحراسة وتتابعها عيون الحرس ظاهراً او مموه الحضور بطريقة مفضوحة.

معروف سعد كان يمكن أن يبقى ضابط شرطة، متوسط الدخل وبلا عمل تقريباً…

لكنه كان وطنياً، والوطني عربي بالضرورة، وفلسطين قضية كل وطني… وهكذا لبى نداء فلسطين، وهكذا ذهب اليها مجاهداً. وقد زادت الهزيمة المفروضة على شعب فلسطين وسائر العرب، الذين كان عليهم أن يقاتلوا حكامهم قبل العدو الاسرائيلي، من عزيمة معروف سعد أن ينصر اهله اولاً، وان يكون معهم في مواجهة العسف والاهمال وتجاهل ارادتهم.

معروف سعد متظاهراً

ولقد ظل معروف سعد في الميدان، يقاتل من اجل حقوق شعبه في الكرامة وتحسين شروط الحياة، حتى استشهد في الميدان مقدماً النموذج الفذ للقائد الشعبي المؤمن بحق باذلي عرق الجباه من اجل حياة كريمة، أن يعملوا وان ينتجوا فتتحرر ارادتهم ويمكنهم أن يختاروا بالتالي من يمثلهم.

معروف سعد زعيم شعبي طبيعي، عاش مع أهله، واستشهد من اجل ابسط حقوقهم المشروعة في أن يحيوا من عرق جباههم.

وها أن زعماءنا جميعاً، اليوم، يعيشون من عرق جباهنا.

تحية (لمعروووف) كما كان يناديه أهل صيدا ومعها الجنوب كافة ليقود حراكهم الشعبي من اجل مطالبهم المشروعة.

Exit mobile version