طلال سلمان

كيف تتعامل مع “العهد”؟

تعودنا، نحن اللبنانيين، الا نتوقف طويلاً امام تفاصيل الحياة السياسية ورموزها الشماء.. فقد علمتنا الايام أن مواقف “الاقطاب” بالثمن، اما علاقة “الاتباع” فالبسمع والطاعة ومحاولة تحصيل ما يمكن من وظائف ومن مخصصات سرية للمخلصين في اداء ما يكلفون به..

تعودنا، ايضاً، أن يكون لكل عهد “رجاله” و”نساؤه” و”غلمانه” وبعض “موصلي الرسائل” والرسائل المضادة… إذا ما عاند المعني فاستحق العقاب.

لكننا نعترف، كرعايا، اننا لم نعرف كيف نتعامل مع هذا “العهد”..

فهو مع المقاومة، ممثلة بـ”حزب الله” ولكنه ليس مع سوريا التي يقاتل فيها مجاهدو الحزب ضد “التكفيريين” والاتراك والقوات الاميركية.

وهو مع فرنسا التي استضافت الجنرال المخلوع، بعد حربين.. ولكنه يحاول الا يخسر واشنطن برغم جنون ترامب..

وهو ليس مع سوريا، وليس ضدها، يلتقي وزيره ـ الصهر مع وزير خارجيتها في الامم المتحدة، ولكنه لا يزورها، وان كان للرئيس مبعوث يتواصل معها اسبوعياً، من دون اعلان.

وهو مع “الاصلاح”، لكنه لا يقبل أي نقد لوزيره وصهره ووريثه، بعد عمر طويل، يدافع عنه ظالماً وظالماً، متجبراً متكبراً يضرب بسيف عمه من دون أن يخشى لومة لائم.

وهو قد ذهب “مع الكبار” إلى الامم المتحدة، فالتقى العديد منهم ليطمئنهم إلى أن “حزب الله” قد رد على الاعتداء الاسرائيلي بالطيران المسير على مقار المقاومة في الضاحية، ولا نية لدى لبنان لشن حرب على العدو.

ولقد عاد فخامته بالسلامة، في حين استمر صهره العزيز جبران باسيل يجول بين الجاليات اللبنانية في الولايات المتحدة وكندا، ويدعوهم إلى المسارعة إلى استعادة الجنسية حاملة الارزة حتى لا يسقط التوازن وتسقط معه الجمهورية ونظامها الفريد!

حمى الله لبنان من رؤسائه ووزرائه والنواب وسائر “الكبار”، اما الرعايا فهم لا يطلبون الا الستر، وان يكف “الكبار” عن ايذائهم في رزقهم وفي حقهم بمستقبل أفضل.

Exit mobile version