طلال سلمان

كل مواطن مخرّب!

كلهم يتحدث عن الوضع المتفجر الذي تعيشه البلاد.

بعضهم يحذر من الثورة، والمتفائل ينصح بتغييرحكومي، أما المستنير فيناقش مستقبل النظام برمته.

معهذا لا يتورع مسؤول ، حاكماً كان أم غير حاكم، عن توزيع الاتهامات على كل من يتحرك معبراً عن قلقه على مستقبله بالتخريب والاندساس في صفوف المواطنين الأبرياء بقصد الشغب!!

كأنما شرط البراءة أن يموت المواطن جوعاً دون أن ينبس ببنت شفه.

وشرط المواطنية الصالحة أن يعتصم الطلاب بحبل الصمت. مهما تزايدت طوابير العاطلين عن العمل منهم، حملة شهادات الحكي، في غياب كليات للعلوم التطبيقية.

ولسنا ندري من يبقى بريئاً من تهمة التخريب والشغب بعدما يندرج فيها أبناء الجنوب، وأبناء البقاع (حضور مهرجان بعلبك)، وأبناء الشمال، وبالطبع الطلاب، في أية جامعة كانوا،

.. والعمال، وبالتحديد أولئك الذين لم يسلموا بالزعامة الأبدية والمطلقة لرئيس عام عموم الاتحادات العمالية العامة في لبنان!

ناهيك بالمشاغبين اليساريين، إلى أي حزب انتسبوا،

وبأنصار المقاومة …، بغض النظر عن اسم التنظيم الذي يخصونه بتأييدهم.

كل مواطن مخرب: هذا هو الشعار الرسمي، في أيامنا..

أما النواب، وأما الوزراء، وأما الزعماء والمسؤولون فمصلحون عظام،

والبينة على من ادعى، واليمين على من أنكر.

نشر هذا المقال في جريدة “السفير” بتاريخ 27 آذار 1974

Exit mobile version