ليست مبالغة أن توصف القمة المذهبة في الرياض بحلقاتها الثلاث: السعودية ـ الاميركية والخليجية ـ الاميركية والاسلامية الخليجية (وضمنها العرب) بأنها ذروة هجوم الردة على العروبة والدين الحنيف معاً، خصوصاً عبر ترويجها العلني والمباشر للصلح مع العدو الاسرائيلي.
هذا، وبغض النظر عن أن هذه القمة قد وفرت “سلم النجاة” للرئيس الاميركي الذي يواجه منذ يومه الاول في البيت الابيض، هجوماً غير مسبوق عليه وعلى ادارته التي تشهد تغييرات متوالية تدل على ارتجال ترامب وعشوائيته في اختيار معاونيه.
لقد أغدقت عليه المملكة، مئات مليارات الدولارات على شكل صفقات سخية شملت إلى جانب السلاح مستلزمات خطة العام 2030 التي أعدتها بيوت خبرة أميركية ومنحتها لولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان، ليتباهى بأنه رجل المستقبل وصاحب الرؤيا وباني المملكة.. من جديد!
كان بين مسوغات القمم الثلاث التخلص نهائياً من عبء “العروبة”، بما هي هوية جامعة لأحلام العرب في مستقبل أفضل.. ومن هنا العودة إلى السلاح العتيق: وضع العروبة في مواجهة الاسلام السياسي المعزز بالنفط والارض المقدسة والحكام المفلسين طالبي الصدقات و”الشرهات” الملكية..
هي عودة للعبة القذرة القديمة: وضع العروبة في مواجهة الاسلام، بما يُعجل في اسقاط فلسطين من موقعها المقدس كعامل تثوير للأمة وبناء الوحدة، وتبرير الصلح مع العدو الاسرائيلي بوهم تغليب اليهودية، كدين على الصهيونية كعقيدة سياسية للاحتلال المعزز بالدعم الاميركي المفتوح.
لكن فلسطين هي العروبة بقدر ما هي الاسلام، وبقدر ما هي المسيحية، وبقدر ما هي قضية الحق المقدس في الارض المقدسة.
والذهب يصلح لصفقات شراء العروش ولكنه لا يشتري اوطاناً ولا هو يقدر على اصطناع هوية لمن باع هويته بثلاثين من الفضة!