طلال سلمان

قاوم كورونا بالضحك!

كشف الانتشار المذهل في سرعته لوباء “كورونا” في أربع رياح الارض كم أن الانسان “هش” إلى حد أن جرثومة لا يمكن أن تُرى بالعين المجردة، ويجهل من أين جاءته ومتى وكيف، وأين تكمن في تلافيف الداخل وداخل الداخل من جسده. قد تنتهي به إلى المستشفى، بل قد تقضي عليه إذا ما أهمل علاجها.

..مع أن هذا “الانسان” ربما كان قبل ساعات يبارز خصمه فوق حلبة المصارعة، او يتقاذف الكرة مع فريقه تمهيداً لمباريات مقبلة بعد ساعة.

لقد جابت هذه الجرثومة انحاء العالم جميعاً: ضربت الصين اولاً، فلما اظهر الرئيس الاميركي الشماتة بالصينيين واتهم دولتهم بإهمال مواطنيها، ارتد عليه هذا الوباء فاذا عدد المصابين من الاميركيين يكاد يعادل مجموع من ضربتهم الكورونا في العالم كله.

وخلال هذا التجوال الكوني كشفت هذه الجرثومة انها تحسن التوغل داخل الجسد البشري وتضربه في نقاط ضعفه التي لا يعرفها ولا يستشعر فيها المريض.

الملفت هو الانتشار المفاجئ الذي اتسع فشمل العالم بشرقه وغربه، وضرب في بلاد طالما عُرفت عواصمها بالرقي والنظافة الظاهرة، مثل مدريد وباريس وجنيف واستكهولهم وفيينا… ثم تركزت حملته على الولايات المتحدة الاميركية، بعدما شمت الرئيس الاحمق دونالد ترامب بالصين واتهمت بانها قد صدرت إلى بلاده جرثومة الكورونا… ثم اندفع إلى اعلان حالة الطوارئ في بلاده التي وصلت اليها الجرثومة القاتلة وضربت نيويورك التي تم عزلها عن العالم، ثم واشنطن وتنقلت بين فيلادلفيا ولوس انجلوس الخ..


كان المأمول أن يتقارب العالم شرقاً وغرباً، وان يفرض الخطر الداهم التعاون بين الدول لمواجهة هذه الجرثومة القاتلة والتي لا تفرق بين الناس على اساس الدين او العرق او الجنس، وان كانت اعداد المصابين تكشف أن الرجال اكثر عرضة للإصابة من النساء، (نسبيا).

وحدها روسيا تقدمت لمساعدة ايطاليا بشحنات من الادوية اللازمة والكمامات، بوصف الطليان بين الاكثر تعرضاً لهذا الوباء في العام.

تضامنوا تصحوا، والزموا بيوتكم فالعراك داخل البيت يظل اهون من تلقي الوباء.

اضحك، تكن لك الصحة!

Exit mobile version