طلال سلمان

قاضي الحاجات

القلبُ أنًّ من هجران مؤنسيه/ والعين تدمع، والأحزان تكويني

لو أني أعرفُ أن البعد يؤلمني / لما بخلت ببعض من شراييني

فداك نفسي، وما ملكت يميني/ ودنيا وما وحَوَت والمشرقين

أرى الكون والقنديل قد انطفأ / من ذا يعيد نورا للمقلتين

من ذا يعين أمّةً تهالكت/ رفعت رايتها على كتفين

أخذتَ بيدّ شبابها مع شبيبها / وما فرّقت بين فقيرها وبين غنيّ

من ذا يجيب طالباً، منكَ دنا / فيرجع مسرورا قرير عين

يا قاضي الحاجات وهي كثيرةٌ/ يسّرت عُسرها في كلّ حين

أفنيت عمراً تبتغي نيل العلى/ فما كلَلت وما ملَلت ولم توهنِ

وأنرت درباً للأُلى نحو العُلى/ وما رضيت لأمة أن تستكين

حاربتَ جهلاً، نشرتَ وعياً، أبدعت رأياً/ أودعتَ فكرك هامات لن تنحني شهرت سنية الحق مُذ كنت فتى/ لم تجارِ حاكم ولم تُدْهَنِ

ومضيت في سوح النزال منازلاً/ كلّ الطغاة، وبالحق كنتَ غنيّ

هززت عروشهم، حاكيت نفوسهم/ حسبتهم أيقاظ وهم في نوم هني

فما استفاقوا، بل استكانوا / ألا لبُئس من ناديت أيّها المؤذّن

سيبقى صوتك يصدح طول المدى/ لا بد أن تستفيق أمة لصوت مؤذن

والسلام

Exit mobile version