غيّب الموت قائمقام الدولة لفترة طويلة في منطقة بعلبك ـ الهرمل، ومحامي الشعب في مختلف المناطق، مصطفى الأسير، الطرابلسي من دون أن يخسر بيروت، وله فيها أنسباء وأقارب وكثرة من الأصدقاء.
قبل بعلبك كان مصطفى الأسير قائمقاماً في راشيا… وحين اجتاح العدو الإسرائيلي لبنان واحتل الجنوب والبقاع الغربي وصولاً إلى بيروت، رفض مصطفى الأسير التعاون مع جيش الاحتلال فاحتجزه المحتل لساعات في حاصبيا، قبل أن يطلق سراحه وكذلك فعل مع صديقه عصام حب الله الذي كان قائمقاماً في جب جنين، وقد أجبرهما على الخروج مشياً من آخر نقطة لعسكره إلى طريق بيروت ـ دمشق.
ولقد حاول مصطفى الأسير جاهداً أن يقدم لبعلبك ما ينهض بها ويعيدها إلى ذهن الدولة، وكلّفه ذلك أن تعرّض لاعتداء بعض كارهي المدينة وتقدمها… لكن أهل بعلبك تضامنوا معه وأصروا عليه أن يبقى فبقي.
مع مصطفى الأسير لا بد من استذكار المحامي الراحل، صديقه ونسيبه، يوسف العالم، وآخرين من «شلة الأنس» التي كانت تجمعهم داخل القانون وعلى ضفافه.
كتب مصطفى الأسير في السياسة، وعن القضاء ومحاولات إصلاحه، أو المطالبة بالإصلاح… وقد ضاع صوته، كما أصوات غيره في الهواء، ولكنه ظل يحاول عبثاً التحذير من مخاطر سقوط العدالة.
رحم الله «أبا عمر»، وأحر التعازي لأسرته بكل أفرادها، ولأصدقائه الكثر. وإنا لله وإنا إليه راجعون.