طلال سلمان

في غياب بوادر أي حلّ، إلى متى ستستمر الهدنة؟

غزة ـ حلمي موسى

بات الجميع يعتمد الآن على الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، والتي غابت تماماً في الأمس بسبب الغيوم الملبدة في السماء مما سبب بدوره انقطاعاً في شبكة الإنترنت. وإن شاء الله اليوم يكون الحال أفضل.

عدا عن ذلك، يجري الحديث عن تمديد الهدنة لمدة يومين إضافيين ما يمنح الجميع مزيداً من الوقت للتنفس والاستراحة من شدة الحرب. ولكن السؤال الجوهري هو إلى متى ستستمر الهدنة.

الاحتلال لا يكف طوال الوقت عن التهديد بمواصلة العدوان بشدة أكبر.

والمقاومة تعلن جاهزيتها لمواصلة القتال رغم مرور أكثر من خمسين يوماً على بدء العدوان.

ويظل السؤال قائماً: الى متى؟

والصحيح أن أحداً لا يعرف ولا تظهر في الأفق حتى الآن بوادر لأي نوع من الحلّ والتوافق على وجهة.

مشكلة اسرائيل أنه لا يمكنها مواصلة الحرب بهذه الطريقة. فحسب التقديرات ورغم الدعم الأمريكي الشامل إلا أان تكلفة الحرب الجوهرية بنسبة لا تقل عن ثلثي التكلفة تقع على كاهل الاقتصاد الإسرائيلي.

كما أنه من الواضح أن عجز الجيش الاسرائيلي حتى الآن عن حسم المعركة وتحقيق أي من الأهداف المعلنة للحرب سيقود إلى شعور عارم بالخيبة ليس فقط داخل الكيان وإنما أيضاً في صفوف حلفائه.

كما أن موقف الرأي العام العالمي والتظاهرات في كبرى المدن الأوروبية والأميركية، عدا الدول الإسلامية وبعض الدول العربية، يجعل ركيزة الاحتلال الأساسية وهي الرواية الكاذبة عرضة للتلاشي.

وهذا يقود شئنا أم أبينا إلى المساس بالبقرة المقدسة سواء كانت اللاسامية أو العداء لليهود. فكثير من التظاهرات في أوروبا وأميركا يقودها يهود تحرروا من وهم الصهيونية وأدركوا مخاطرها على اليهود واليهودية.

أما عن المقاومة من الواضح أنها بذلت وتبذل أكبر جهد ممكن لمواصلة القتال ضد العدو وتكبيده أكبر خسائر ممكنة. ولكن المشكلة أنه وحتى الآن لا تتوفر قوة قادرة على تجيير إنجازات 7 أكتوبر والصمود الأسطوري للمقاومة والشعب الفلسطيني.

كما أن المقاومة تفتقر للجهات التي يمكنها إسنادها بشكل مباشر، ولا أقصد عملياتياً كالفصائل الحليفة في كل لبنان واليمن والعراق، وإنما أقصد الإمداد الفعلي لتعزيز قوة المقاومة وتمكينها من تعويض خسائرها.

في كل حال من المؤكد ان ما يحدث شيء تاريخي يفهمه أغلب الناس في العالم إلا الأنظمة العربية. وإلى ان يحدث تغيير جوهري فإننا سنبقى نراوح. فما جرى يحتاج الى من يعتبره درساً يتعلم منه.

Exit mobile version