طلال سلمان

غياب ابتسامة بيروت: عاصم ستيتية ..

فقدت الكتابة الساخرة (والرسم) واحداً من القلة من مبدعيها هو المهندس عاصم ستيتية الذي عرفه قراء “السفير” عبر زاويته الناجحة “قلم من رصاص”.

وعاصم ستيتية هو الشقيق الأصغر للشاعر الكبير، ولو بالفرنسية، صلاح ستيتية، الذي يعرفه العالم كله أكثر مما يعرفه اللبنانيون.

تميز عاصم ستيتية الذي يدرس في كلية الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية فضلاً عن ممارسته فن الرسم في أوقات الفراغ باسلوبه الساخر الذي كثيراً ما شد إليه قراء “السفير” وهو يمتعهم بنقده الذي يأخذ إلى الضحك من أقطاب الحكم والسياسة في لبنان والمنطقة.

ولقد رحل عاصم ستيتية بعد مرض طويل، استقبله في البداية بالتندر، وهو يرقد في مستشفى الزهراء، قبل أن ينقل إلى مستشفى المقاصد.

رحم الله هذا الفنان الملهم، الذي كان يستقبل الهموم بالنكتة، وعاش في ظلال أخيه الكبير شعراً ومكانة، صلاح ستيتية، وظل يعامله وكأنه “أباه” و”معلمه” ويتباهى به غائباً، ويجله حاضراً فيمشي خلفه ولا يثقل عليه بحضوره تاركاً له المسرح والجمهور.

لقد فقدت بيروت، التي تعيش في قلب أزمة مفتوحة، إحدى ابتساماتها، وقلماً مبدعاً في سخريته التي كانت الوجه الآخر لأحزانه الثقيلة على عاصمته التي لم يعد يعرفها.

Exit mobile version