طلال سلمان

عن وجيه نحله مالئ حياتنا بمهرجان ألوانه

…. ورحل وجيه نحلة في الموعد الذي اختاره وقد تعب من الرسم وعزّ عليه التفوق على ريشته وألوانه وإبداعه بدل المرة مرات.

لقد عاش حياته بالألوان جميعا، ونثر لوحاته في مئات البيوت والمدارس والجامعات والمؤسسات، وكتب الأسماء مزخرفة وأهداها لمن أحب.

لم يترك ابن الطيبة الجنوبية التي ولد وعاش في بيروت حياته كاملة، عاصمة أو مدينة جميلة في الشرق والغرب إلا وزارها وتعرف إلى مبدعيها، وعاد منها بنتاج مميز بعدما اغتنت عيناه ومخيلته فضلاً عن عقله بوجوه التميز والفرادة في رسوم المشاهير، أحياء وأمواتاً.

ولأنه درس فعرف، ولأنه تعرف إلى نتاج خيرة من المبدعين، ولأن عقله مفتوح على الجديد والمبتكر، فضلاً عن الأصيل من ضروب الإبداع،

ولأن عينه تكشف المخبوء في العقل وفي الضمير،

ولأن في عقله من الذكاء ما يجعله يجدد من دون أن يحقر الأصالة،

ولأنه عاشق للغة، يقرأ حروفها بعاطفته قبل فكره، فقد جعل من أسماء من يحب لوحات زاهية يفخرون برفعها في بيوتهم أو مكاتبهم اعتزازاً بأنها قد جذبت فناناً كبيراً مثله فكتبها راسماً عبرها شخصيات أصحابها.

هذا الشاعر العاملي باللون والفكرة البكر والقدرة على تجسيد بل تخليد من يعرف وما يشاهد بالخط واللون، مضيفاً إليه رؤيته الشخصية لما لا يظهره من بواطن فكره ونفسيته..

هذا العاشق الأبدي للجمال غادرنا وقد ملأ حياتنا بهجة ملونة، وترك لنا مهرجاناً من الإبداع، سيبقى في وجداننا طويلاً.. وسنتذكر وجيه نحله كلما التقطت عيوننا مكامن الجمال في حياتنا وفي الآخرين.

Exit mobile version