طلال سلمان

عن طالباني والسياسة

لو أن جلال طالباني ما زال يتمتع بالصحة والعافية لما أقدم الزعيم الأوحد لإقليم كردستان مسعود البرازاني على رفع شعار الاستقلال عن العراق، بلده الأم، باستفتاء تحوم الشبهات، سلفاً، حول احتمال صحته.

ذلك أن جلال طالباني هو الزعيم الكردي الثاني بعد الراحل مصطفى البرازاني، وهو عراقي حتى العظم، وأحد المؤمنين بوحدة العراق .. ثم انه أحد أظرف السياسيين في منطقتنا، وكان يروي سلسلة من النكات عن بساطة الكرد ثم يعقبها بنكات عن العرب.

وفي احد مؤتمرات الأحزاب الشيوعية العربية في زمن مضى لفت الطالباني الى أن أبرز زعماء هذه الأحزاب هم من الكرد .. قال لي:

ـ باوع عيني (وباوع بالعامية العراقية تعني: انظر ..) هذا خالد بكداش زعيم الحزب الشيوعي السوري كردي، وهذا محمود حسين زعيم الحزب الشيوعي العراقي “هم” (وتعني أيضاً) كردي .. وهذا زعيمكم كمال جنبلاط من أصول كردية أيضاً وان هو أنكر ..

كان طالباني معجباً بمصطفى البرازاني كشخصية قيادية، لكنه كان يراه عنيداً أكثر مما يجب، ومع تقديره لصلابته ووطنيته فقد كان يأخذ عليه انه لا يتقن فن السياسة … مع ان الحياة سياسة!

البعض يفترض انه لو كان الطالباني يتمتع بصحته ويستطيع القيام بالدور المؤهل والقادر على القيام به، لما أقدم مسعود برازاني على خطوته الخرقاء يإعلان استقلال اقليم كردستان من طرفه وحده.

يذكر أن جلال طالباني شغل موقع رئيس الجمهورية، في عراق ما بعد صدام حسين حتى أتعبه المرض .. فانطوى على نفسه في بيته في السليمانية يرقب التطورات بحزن.

Exit mobile version