طلال سلمان

عن صفقة القرن ايضاً: الفجر يطل من الجزائر والسودان!

صفقة القرن.. وما أدراك ما صفقة القرن؟ صفقة القرن أن يسلم ملوك العرب وامراؤهم المذهبون ورؤساؤهم الشحاذون رقابهم للعدو الاسرائيلي الذي صيره تخاذلهم وتفريطهم بحقوق امتهم في ارضها وثرواتها فيها بعنوان فلسطين وما تبقى من كرامة للعقال الذي الحقوا به العار وصار علامة للخيانة والجبن مطأطأة الرأس للعدو الاسرائيلي وسيده ـ وسيدهم الاعلى دونالد ترامب وصهره الصهيوني كوشنر..

صفقة القرن أن تخرج من عروبتك عارياً، ومن ارضك مستسلماً ومن حقك في مستقبل افضل للأجيال الآتية وقد رهنت ذلك المستقبل وابناءه، ودفعت انت قيمة الرهن من كرامة هذه الامة .. بذريعة أن السلامة اهم وأبقى من الكرامة!

ملوك وامراء اغنياء بالذهب فقراء بالكرامة، يستقوون على شعوبهم بثروات ارضهم التي يحتلها الاجنبي ويسترهنهم فيصدعون بأمره وهم خانعون ويذلون الكوفية والعقال وقد كانا عنوان مجد من يرتديهما فلا يخلعهما الا اثناء الصلاة..

يبيعون فلسطين الف مرة في اليوم، فتطاردهم في الصحو والنوم، وتستعصي على الاستسلام وتدفع من دمها وبدمها ثمن بقائهم على عروشهم خدمة للمشروع الاسرائيلي..

..وها قد جاء جاريد كوشنر الصهيوني عقيدة، الاميركي جنسية من الباب الاول بوصفه صهر الرئيس المختل عقليا والمضطرب نفسيا والمضارب في البورصة، فسلمه ترامب ملف القضية الاقدس، فلسطين، وارسله في طلب المشترين من الغرب، وقد اختار للمزاد ارض البحرين بملكها واسرته الخارقة من دون شعبها، والفقيرة إلى ذهب السعودية والامارات الاسود والى الذهب الابيض في قطر، والذي اكتشفت اسرتها الحاكمة بشخص اميرها الذي صير نفسه ملكاً “صلة قربى” حميمة مع اليهود وحقوقهم التاريخية في فلسطين..

وقف كوشنر خطيباً في مؤتمر الخيانة في المنامة وافتتح المناقصة الاميركية في حقوق الشعب الفلسطيني، بل الامة العربية جميعاً في فلسطين، و”ضيوفه” من الامراء والشيوخ والدبلوماسيين والوزراء العرب، يرددون كلما استفاقوا من نومهم في الصالة المكيفة، اومأوا برؤوسهم موافقين ثم صفقوا بأيديهم ثم عادوا إلى النوم مطمئنين إلى أن مستقبل فلسطين في ايدٍ امينة..

انه مؤتمر للخيانة بلا قناع..

انها جولة أخرى من جولات المناقصة والتخلي عن حقوق العرب جميعاً، والفلسطينيين خاصة، لكن الشعب الفلسطيني في الشارع، لن يغادره..

والامة العربية لن تظل نائمة او مخدرة او مغيبة، بل ستعود جماهيرها، كما عودتنا في القاهرة وفي تونس، وفي الجزائر التي تعيش ثورتها الثانية، ضد الطغيان المحلي هذه المرة، كما عاشتها ضد الاستعمار الاستيطاني الفرنسي لأكثر من مائة وخمسين عاما.

وها هو شعب السودان يرفض حكم العسكر، الممول من “الاشقاء” اصحاب الذهب الاسود والابيض في الخليج العربي، والذين بدل أن يستخدموا اموالهم في نصرة اخوتهم المستضعفين والذين يحتاج بعضهم إلى الطعام نراهم يسارعون إلى شراء الاخصب من ارضهم ويستثمرون فيها فارضين على اهلهم فيها نظام العبيد..

إن الأمة حيَّة.

إن الامة ولادَّة..

وها هي الاشعة الأولى للفجر العربي الجديد تطل مبشرة بغد أفضل بعدما طال عهد الذل الاستعباد.. وهذه المرة بمال النفط والغاز العربي وليس بعسكر الاستعمار القديم او بمؤامرات الاستعمار الجديد.

Exit mobile version