طلال سلمان

عن بلاد بعلبك، ايضاً وايضاً.. المسؤولون يتحولون إلى ندابين!

الاهانة تطارد اهل بعلبك ـ الهرمل حيثما كانوا، وكائنة ما كانت مواقعهم..

هم القتلة. هم الطفار. هم زراع الحشيشة وتجارها. هم اصحاب مخازن البنتاغون الخ..

لكأنما ليس في بعلبك طبيب من أهلها او مهندس او استاذ في الجامعة او مدير ممتاز لثانوية رسمية، او مدير لمصرف ناجح…

لكأنما يولد الاطفال في بعلبك ـ الهرمل والبنادق في أيديهم، او المسدسات، فان تعذر فالخناجر: يخطفون عابري السبيل ولا يتركونهم الا مقابل فدية بالدولار، وقد يخطط بعضهم لاختطاف تجار او رجال اغنياء لابتزازهم..

بلاد بعلبك هي الارض الخراب: لا فلاحين فيها يسقون ارضهم من عرق الجباه، وينتظرون مواسم الخير لإعداد مؤونة الشتاء، ويقتطعون من انتاجها ما يتطلبه تعليم أبنائهم وبناتهم في أفضل المدارس الخاصة بعدما تم تخريب المدرسة الرسمية نتيجة المزايدات والمناقصات بين اهل السياسة والنفوذ.

لا ذكر لبلاد بعلبك في نشرات الاخبار او في الصحف الا لمناسبة وقوع جريمة او عند الحديث عن الخارجين على القانون..

يأتي النواب إلى اهل بلاد بعلبك متمسكنين، يعدونهم بالمن والسلوى ثم يذهبون فلا يعودون الا بعد اربع او ست او ثماني سنوات حسب التحديد الرسمي لموعد الانتخابات الجديدة..

لا يذهب الوزراء إلى تلك “المجاهل” الا لمناسبة تدشين محطة توليد كهرباء او سنترال للهاتف سرعان ما يحرقه او يعطله معلوم ـ مجهول، يترك بطاقته على “الانجاز” المخرب.

أما الرؤساء فلا يعرفون تلك المنطقة، لا بمدنها ولا بقراها ولا بفقراء اهلها، وإذا ما قادت المصادفات او احتفالات العرش أحدهم اليها فانه لا ينام فيها ولا يأكل من طعامها حتى “الصفيحة البعلبكية” الشهيرة.

فقط في مناسبات “مبهجة” كطوفان السيل، او “تحرير” المنطقة من “داعش” يشرف بعض الوزراء والقادة السياسيين، ومن لون طائفي معين، لتفقد المنطقة التي يستعينون بخبراء منها لمعرفة الطريق اليها… سعياً إلى تأكيد الاهتمام من موقع المرجعية الطائفية..

في غمرة الانتخابات النيابية الاخيرة زار الرئيس سعد الحريري عرسال بطوافة عسكرية، حتى يتجنب المرور بعلبك..

أما الوزير في الحكومة المستقيلة جبران باسيل فقد زار عرسال، محاطاً بفرقه من العسكر، لكي “يحارج” المنظمات الدولية التي تعمل مع النازحين السوريين، في سياق حملته عليها وعليهم..

وأما نواب المنطقة القدامى ـ الجدد فقد عقدوا مؤتمراً صحافياً “في مكان آمن”، وقالوا. وقالوا وقالوا ما يعرفه الناس، الذين استقبلوهم وودعوهم بزخات من رصاص البنادق والرشاشات..

سبق الزيارة سقوط قتيل في بريتال برصاص صديق..

وأعقبها ثلاثة قتلى في سرعين (التحتا والفوقا) برصاص أشقاء..

أما دوامة التصريحات المستنكرة او الشاجبة او المطالبة بالاعتراف بهذه المنطقة المنكوبة، وبإظهار الاهتمام الجدي، حكومياً ونيابيا وادارياً وتنموياً فهي كلام بلا معنى يذهب مع الريح..

يكفي أن احد مشاهر المطلوبين للعدالة هو الساعي بالخير الآن للمصالحة بين عشائرها وعائلاتها المهددة في حياتها فضلاً عن رزقها..

أما الزعامات السياسية، نوابا ووزراء وقادة احزاب، فينافسون اهل الاعلام في اطلاق تصريحات الاسف والاسى والتنبيه من الوضع الخطير في الارض الخراب..

 

 

Exit mobile version