طلال سلمان

لن نسقط وسنحفظ فرح تحرير

لن نسقط، ولن تهدّنا الفجيعة، ولن يرهبنا رصاص الاغتيال الجبان يوجه إلى صدر الوطن وبعض مصادر الأمل في غد أفضل.
لن تأخذنا الجريمة إلى مقبرة الصمت، ولن يرهبنا رصاص القتلة فننسى مهمتنا المقدسة التي لا تحتمل أن ننشغل عنها بالخوف تاركين للعدو أن يقرر لنا مصيرنا وأن يمنع عن أبنائنا حق الحياة.
سننقش على صفحات ضمائرنا أسماءهم التي غدت الآن مباركة: القاضي الرئيس حسن عثمان، المدعي العام القاضي عاصم بوضاهر، المستشار القاضي وليد هرموش، والمستشار القاضي عماد شهاب.
سنعلق صحائفهم في أعناقنا تميمة، تؤكد إيماننا بالأرض والتزامنا بحماية مجد الصمود بشرف المقاومة.
لن تهدنا الفاجعة، ولن نتهاوى أمام محاولة اغتيال القضاء وعدالته والقانون وأحكامه.
سنقاوم الإجرام المنظم سواء اتخذ شكل القتل البارد لحساب العدو الإسرائيلي أو الاغتيال المتعمّد لطمس معالم الحقيقة وإخفاء الجناة الذين يحاولون تدمير المجتمع.
إنها جريمة تتجاوز بفظاعتها الوقوعات الأبشع للحرب الأهلية الدهر التي ظللت البلاد بالدم والحزن واليأس والدمار والآمال المحطومة.
إنه هجوم بالرصاص على الرموز المضيئة للأمل في غد أفضل، على حق الحياة، على حق المستعيد حريته بأن يفرح بحريته، على الحق في حلم يليق بكرامة الإنسان في نهايات القرن العشرين.
لكننا لن نتنازل عن فرحنا بالتحرير.
لن نرتدي ثوب الحداد في صيدا ولا في إقليم الخروب ولا في الشوف أو بيروت أو سائر أنحاء لبنان.
بل سنقاوم القتلة وسنمسك بهم وسنقدمهم إلى العدالة.
وسنحفظ فرحتنا بعودة جزين ومنطقتها إلى حضن الوطن، عبر بوابة الوطن الجنوبية، صيدا، وعبر تأكيد حق الوطن في استعادة أهله وأرضه، وعبر حمايتنا لقضيتنا العادلة ولو بدم القضاة الشهداء.
إن الجريمة من البشاعة والخطورة بحيث يصعب أن نتصوّر غير العدو الإسرائيلي قادراً ومؤهلاً وصاحب مصلحة في ارتكابها.
ولسنا لنتصور ان فرحنا بتحرّر جزين ومنطقتها وعودتها إلى حضن الشرعية، تحت راية القانون وعدالته، يمكن أن يستفز غير العدو الإسرائيلي.
حتى العملاء أضعف وأتفه من أن يرتكبوا مثل هذه الجريمة التي تتبدّى فظاعتها وجسامة استهدافاتها في تخطيطها المتقن.
ليس »العهد« هو وحده المستهدف بل الوطن ودولته.
وليس حكم القانون هو وحده المستهدف بل العدالة بذاتها والقضاء كله ممثلاً بالقضاة الفرسان الأربعة.
إنه رصاص على كل مواطن.
إنه رصاص على المقاومة.
إنه رصاص على الأمل والحق بالحرية.
وعلينا أن نواجه رصاص الاغتيال بوعي المقاتلين في سبيل الحق والعدل والخير والجمال.
علينا أن نثبت جدارتنا بشهدائنا.
علينا أن نؤكد أننا بمستوى شرف المقاومة من أجل تحرير الأرض وإنسانها.
إنها حرب على فكرة الوطن، على مجد الصمود، على الالتزام بالمقاومة طريقا إلى الحرية.
والرد أن نبقى في الميدان.
وأننا بشهدائنا الجدد المنضمين اليوم إلى قافلة عنوان عزتنا والكرامة، لأكثر قدرة على الصمود وعلى تحقيق النصر.
والثأر للشهداء الجدد، كما القدامى، بالإصرار على التحرير…
المجد للشهداء. المجد للوطن الذي يستحق كل هذا البذل، كل هذا الدم المقدس.

Exit mobile version