لم يشتم مجلس نيابي كما شتم ويشتم المجلس النيابي في لبنان، هذه الأيام.
ولم يطعن بشرعية تمثيل النواب عموماً للناس الذين انتخبوهم كما طعن ويطعن في شرعية تمثيل نوابنا الأكارم “للشعب” الذي يفترض أنه أنتخبهم.
فمن خلال تصريحات الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة وبطانته وشركائه في التأليف والتشكيل يخرج المواطن بالاستنتاجات التالية:
1 – إن المجلس لا يضم “كفاءات”، ومن هنا فالبحث جار عنها خارجه.
2 – إن المجلس لا يمثل “الرأي العام”، ولذا فسوف يحاولون تعويض النقص باستجلاب من يمثلون هذا الرأي العام من خارج المجلس.
3 – إن المجلس لا يضم العدد الكافي من أصحاب النزاهة والمضير الحي، ولذا فالهم الأكبر الآن هو العثور على بضعة رجال لا يسرقون ولا يرتشون ولا ينهبون المال العام ولا يسخرون الوظائف لمنافعهم الشخصية.
4 – إن النواب أنانيون وشخصيون ولا يدانون أبداً الرئيس المكلف من حيث الحرص على المصلحة العامة..
5 – إن النواب ليسوا أحراراً في تحديد مواقفهم، بل إن كلا منهم مرتبط بقطب أو بجهة أو بمرجع يغمزه فيرفع أصبعه أو يخفضه.
6 – إن النواب، في نهاية المطاف، خمسة أو ستة، وما تبقى من التسعة وتسعين هم خشب مسندة… وأبرز دليل على ذلك إن أكثريتهم الساحقة الماحقة موجودة في صرة يقدمها رئيس الجمهورية “نقوط” لصاحب النصيب، وثمة خمسات وستات في صرر أخرى برسم الإيجار أو الرهن أو البيع لمن يعطي وزارة أو أكثر.
7 – إن النواب ليس لهم علاقة بالسياسة، فمواقفهم تتحدد على نتائج القرعة وليس على أساس قناعاتهم.
وقد تكون هذه “العيوب” موجودة فعلاً في النواب.
ولكن ليس لصائب سلام أن يشهر بهم بسببها، فهو – بالنتجية – منهم وفيهم، بل هو من أصحاب الصرر الصغيرة.
وفي كل حال، يبدو الموقف الآن في غاية الطرافة: فصائب سلام يريد أن يحكمنا بقوة معارضته لرئيس الجمهورية من جهة، ولمجلس النواب من جهة أخرى،
… أما الشعب فموزع بين بليدا وزغرتا يشيع جنازات الضحايا: ضحايا رصاص العدو، وضحايا رصاص غياب القضية الوطنية عن أذهان السادة الحكام… بلا استثناء!