طلال سلمان

على الطريق الشاه وما يطلبه…

حدد شاه إيران بوضوح قاطع لا يقبل أي التباس مجالات اللقاء مع مصر أنور السادات.
إنه يطلب ، ببساطة، قيام “تعاون إيديولوجي” بين بلاده ووادي النيل. وهذا معناه أن تتغير مصر، أو تتغير إيران بحيث تماثل إحداهما الأخرى، فالتماثل هو الطريق الطبيعي للتعاون الإيديولوجي. وبما أنه هو شخصياً يطلب هذا التعاون، حتى لا نقول إنه يشترطه، فإن مصر تصبح المطالبة بأن تتغير حتى تماثل فينداح مجال التعون فسيحاً.
ثم إنه ينتقي من التاريخ البشري الطويل إطاراً ملائماً لهذا التعاون الجديد، يعود إلى “ما قبل الإسلام”.
ولأي مراقب الحق في أن يعتقد، مع سماعه هذا الكلام، إن الشاه يخاطب – من فوق عرش الأكاسرة – مصر الفرعونية: إيران الفارسية الكسروية، تخاطب مصر الفرعونية ليس فقط غير العربية بل أيضاً غير الإسلامية.
إنه بالتالي يريد مصر غير عربية، ويريدها بالتحديد غربية،
فمصر المنتمية، عربياً وإسلامياً، الآخذة بالمنهج الاشتراكي صديقاً للتقدم، والصديقة أو الحليفة للمعسكر الاشتراكي، لا تكون مؤهلة أو مرشحة أو حتى قابلة لتعاون إيديولوجي مع إيران كسروية فارسية صديقة وحليفة للغرب.
وما من أحد يناقش شاه إيران في ما يطلبه، فمن حقه أن يطلب ما يشاء، متى يشاء، وممن يشاء،
لكن المناقشة تتركز مع المطالب (بفتح اللام)،
وبقدر ما يطلب الشاه جواب مصر أنور السادات، فإن من حق أي مواطن عربي، من داخل مصر أو من خارجها، أن يطلبه.. وصريحاً كما السؤال الجارح بصراحته.

Exit mobile version